أيقونة نظام بائس

منذ أن استقبلها عبد المجيد تبون تحولت لويزة حنون إلى نجم تلفزيوني ويبدو أنها بصدد تعويض سنوات غيابها عن المشهد بإطلاق كم هائل من التصريحات من قبيل تلك التي تعود الناس على سماعها خلال سنوات حكم بوتفليقة.

من تكون ؟

بمناسبة العودة قد يكون مفيدا التذكير بمن تكون هذه المرأة وما تمثله في النظام الجزائري، ولأن مسارها طويل وحافل ولا يتسع له منشور مهما طال، قد يكون الأفضل الاقتصار على ذكر دورها خلال السنوات الأخيرة عملا بمقولة "العبرة بالخواتيم".

لويزة حنون ممثل أساسي في مسرحيات بوتفليقة الانتخابية، وكان الراحل يفضلها على جميع الرجال معارضين كانوا (من المعارضة التي تختارها السلطة) أو موالين.

كانت من أشد المدافعين على اغتصاب الدستور سنة 2008 وأكملت المهمة بلعب دور الأرنب في انتخابات 2009، وأعادت الكرة في سنة 2014 ودافعت بشراسة عن العهدة الرابعة.

ما موقفها من السلمية وما كان موقف السلمية منها؟

نزلت إلى الشارع وطردت منه، وغداة إيداعها السجن بتهمة مشاركتها في "المؤامرة" نزل قياديون من حزبها إلى الشارع لحمل قضيتها فوجدوا أنفسهم معزولين.

لم يكن لدى المتظاهرين لبس في اعتبار حنون كجزء من نظام يسعون إلى تغييره، وكذلك اعتبروا سجنها جزء من تجاذبات عصب هذا النظام وضمن تلك اللعبة أيضا أطلق سراحها.

ماذا تعني عودتها ؟

هي بداية لشوط متقدم من الحملة الانتخابية المسبقة لاستمرار الأمر الواقع، فهي صاحبة سبق في التخويف بالخطر الخارجي الذي صار الموضوع الوحيد المسموح لما يسمى الأحزاب تناوله ضمن نشاطهم، وقد بدأت بالفعل حملتها في هذا الاتجاه وهي تتحدث بمعلومات لم يسبقها إليها أحد، وترفع سقفا عاليا من المطالب ( قضية العلاقة مع الإمارات).

هذا يعني أن السلطة اليوم تضعها في المقام الذي وضعه فيها بوتفليقة ( دليل آخر على أن النظام لم يتغير).

اي رصيد تمتلكه لتضعه في خدمة السلطة؟

كل ما تملكه هو إجماع على نبذها، باستثناء جماعتها في الحزب وزهرة ظريف بيطاط وخليدة تومي قد لا نجد لها نصيرا.

هذا الاستنتاج مبني على تفاعل الشارع مع سجنها وإطلاق سراحها، أما سبب عزلتها فتصنيفها من قبل التيار الذي كان يسير خلف قائد الاركان السابق طرفا في المؤامرة وامتدادا لما يعتبرونه الدولة العميقة، في حين يعتبرها التيار الآخر أداة في يد السلطة من زمن بوتفليقة إلى اليوم.

كل ما تستطيع أن تقدمه حنون للسلطة هو إثبات استمرارية حكم بوتفليقة بنفس الأساليب والأدوات، وأن هذا النظام عاجز عن تجديد واجهته وعاجز عن إقحام ممثلين جدد في مسرحياته.

هم يعلمون لكنهم لا يجيدون فعل الأشياء بطريقة مختلفة.

ملاحظة كدت أنساها

قبل أن تتلقى وسائل الإعلام الضوء الأخضر لاستضافة حنون والحديث عنها كان إحسان القاضي الصحافي الوحيد الذي تجرأ على محاورتها بعد خروجها من السجن.. هو يطوي عامه الأول في السجن وهي تشرع امامها أبواب قصر الرئاسة ووسائل الإعلام.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات