ولا حدّْ يقُلّك خبزي بايتْ، كيما يقولو ناس بكري…

Photo

كنت في التسعينات عادةً ما أمزح خارج التدريس لكن بازدراء مُجيبا عن السؤال الذي كان يطرحه غير المختصين من الأصدقاء في مادّة "السياسات الاقتصادية"، قائلا في الحديث عن بعض الاصلاحات العميقة: "لازمها تتعاود الكل مالدولة الحفصية وقتلّي رمْمّوا الحنايا متاع الرومان"، لكن كِيفْ جات الفُرصة، اللّي يُمكن ما عادش تتعاود للجِيل متاعنا، باش نشوفو المشاكل متاع الاصلاحات على قاعدة ونحطّو الأهم قبل المُهم، ونُصبْرو شوية ونحطّوا اليدْ في اليدْ، دخلنا في متاهات متاع هوية:

يا هل تْرى أحْنا توانسة واللاّ لا! ومتاع العايلة الديموقراطية والفرق بين التجمعيين والدساترة وغيرها مالحكايات الفارغة، ومْتاع "كفاءات" و"خبراء" و"مناضلين"، للّي ولّاوْا الاقتصاديين -في نظر الناس- "حكايتهم فارغة" على خاطر "كل واحد آش يقول" و"اللي علم الاقتصاد علم غير صحيح"، وكينّها علوم المناهج واللاّت تتباع في قارعة الطريق، والوزراء باختلاف تكوينهم واللّاوْ ينظّروا في علم الاقتصاد ولا حدّْ يقُلّك خبزي بايتْ، كيما يقولو ناس بكري.

نجيوْ نشوفو نلقاوْ اللّي برشه مسؤولين على الاقتصاد ما يعرفوش اللي هوما قاعدين يخاطرو بمستقبل البلاد ويضيّعو في برشه وقت للتوانسة حتى لو كانت هذيك هيّ نيّتهم. ما يعرفوش اللي تحويل المال العام للصناديق الاجتماعية بمثابة صبان الماء في الرمل على خاطر العجز متاع الصناديق هاذي موش جاي مالعدد متاع المضمونين آكا هو ولكن جاي زاده من مشاكل متاع حوْكمة وكفاءة في التسيير وعدم التحرر مالنظام الحالي اللي هو "توزيعي" من غير ما نقارنوه بنظام "الرسملة"،

واللي رسملة البنوك العمومية كيف كيف ما دام الاسباب متاع العجز متاعها مازالوا ما قالوش عليها كينّها حكاية ما تخُصّش التوانسة، واللي اصلاح المؤسّسات العمومية ما يبداش بالحوكمة متاعها بالمعنى الضيق للكلمة واللا بالخصخصة قبل التدقيق فيها وإصلاح ما يمكن اصلاحو، والليّ التنمية الجهوية ما هياش حكاية متاع صناديق واللاّ متاع بنك الجهات مادام ما فمّاش حاجة اسمها "استراتيجية التنمية المكانية" واللي ما يظهرش اللي هوما في بالهم حتى بالمشكلة على خاطر يلزمها برشه حديث،

واللي انزلاق الدينار اللي يهزّ لسعر صرف "التوازن" كلام موش في محلّو و متاع ربحان وقت، واللي تقليص العجز العام ما يضمنش السيطرة على التضخم على خاطر العكس ممكن خاصة على المدى المتوسط، واللي السيطرة على التضخم ومحاربة الفقر ومجابهة البطالة ما هياش تحليل نص أدبي للعقّاد أو للمِسْعدي…

فبحيث…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات