لا هدف للطغمة العسكريًة الحاكمة في الجزائر سوى زرع البلبلة وزعزعة جوارها

أثبتت التجربةً المريرة منذ عديد العقود أن الجزائر تشكًل أكبر مصدر للتصدًع والأزمات في المنطقة بأكملها من الشمال الى الساحل الإفريقي و تونس بالخصوص من جرًاء تصدير مشاكلها الاقتصاديًة و الاجتماعيًة و الأمنيًة و آخرها الهجرة غير النظاميًة و العزلة الدبلوماسيًة التي أدًت بهذا البلد الحديث العهد بما يستنتج من معطيات تاريخية حول تكوينه و رسم حدوده من طرف الاستعمار الفرنسي على حساب كل البلدان المجاورة بما فيها تونس، أن يصبح مطوًقا بحزام أزمات وصراعات على طول حدوده التي تمتدً على 6.734 كيلومترا.

تبدو الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر و كأنها أعطت الأفضليًة لإرساء شرعيًتها بالأزمات داخليًا وإقليميًا ودوليًا على حساب الإنجازات مما جعل من هذا البلد مصدرا للهزًات المتواصلة في المنطقة موفًرة بذلك مجالا سانحا للتدخًل الأجنبي سواء كان بالتسليح أو بالمناورات الدبلوماسيًة و العمليًات الإرهابيًة و الاستخباراتيًة إضافة الى إرادة التموقع الأجنبي و إقحام المنطقة في صراعات النفوذ والسيطرة التي جعلت منها الأقلً اندماجا في أفريقيا وربًما في العالم بأسره مقارنة بالامكانيًات و الثروات المهدورة.

رغم كل الشعارات الرنًانة و الزائفة فكل المؤشًرات تشير انًه لا هدف للطغمة العسكريًة الحاكمة في الجزائر سوى زرع البلبلة وزعزعة جوارها و إخضاع شعوب المنطقة بالقوًة والجبروت بعقلية تسلًطيًة مقوًضة لكل تطلًع للحريًة والسيادة الوطنيًة والحقً المقدًس في تقرير المصير.

فما لم نع وعيا جدًيا بهذا الخطر الوجودي على تونس واستقرارها وسيادتها ومستقبلها فإننا قد نغرق أكثر فأكثر في مستنقع الأزمات والفتن و تفتيت الجبهة الداخليًة و الضعف والهوان والتبعيًة إلى حدً، لا قدًر الله، فقدان استقلاليًة القرار والسيادة الوطنيًة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات