لا يحسن التقييم و التفاعل مع الأوضاع في تونس من يسعى لقراءة الديناميكيًة الاجتماعيًة في تونس عبر الحراك الشبابي في المغرب أو الهوس الانقلابي عند الطغمة العسكريًة الحاكمة في الجزائر أو تناحر القبائل و الميليشيات في ليبيا.
لتونس خصوصيًاتها التاريخيًة و الاقتصاديًة و السياسيًة و حتى السيكولوجيًة التي تفرض تمحيصا عميقا للأسباب و المسبًبات الداخليًة قبل كل شيء.
تحرًكات الأهالي في قابس كانت درسا في الحضريًة و التركيز على المطالب الأساسية بعيدا عن القفز على الأحداث من جانب من سعى لتوظيفها ومن جانب آخر من عمل عبثا على تهميشها و تقزيمها.
قابس أظهرت بالكاشف الهوًة بين الدولة والشعب بعد ان كانت تخصً البطالة و القدرة الشرائيًة الى أن وصلت الى المجازفة بالحقً ًفي الحياة و ما عيًره بعض كرانكة آخر الزمان بكيلوغرام بطاطا.
قابس قد تكون آخر محطًة لمفهوم الدولة المتوارث من العهد العثماني و المبني على التعالي و اعتبار الشعب رعيًة و رعاع تتلخًص حقوقه في الطاعة لأسياده و دفع ما حدًد له من جزية.