والسيدة ميلوني ماشية جاية علينا، تذكرت ما قاله اللاعب الأرجنيتي الأكثر شهرة والقادم من عوالم الفقر:

وبالنتيجة فإنّ المشكل ليس مع بعدنا الأفريقي فهو جزء من هويتنا الجيوسياسية، وليس مع إخوتنا الأفارقة العابرين من تونس باتجاه أوروبا وإنما المشكل مع سياسات سلطة الانقلاب ومقاربتها لهذا الموضوع. المشكل مع سياسات هذه السلطة في "المسألة الافريقية" وفي بقية المسائل. والمشكل مع أوروبا وسياساتها في أفريقيا…

إن ما حدث في صفاقس، زيادة على أنه يؤشر على غياب الدولة، فهو نتيجة حتمية لخطاب عنصري استهدف تقويض الإرث الحضاري التاريخي لبلادنا. إنه عار بما تحمله الكلمة من شحنة، يسجل في التاريخ فعلا لا مجرد قول أجوف.

لا يمكن تفسير هذا الانحطاط إلا بخلل تكويني ثقافي نفسي سياسي عميق جدا ينخر المجتمع التونسي المريض.

مطاردة المختلف، لونا، فكرة، دينا، عائلة، جهة، انتماء جغرافيّا، سياسيا، تدخل في صميم تركيبتنا التونسيّة المعقّدة بألف عقدة وعقدة تاريخيّة، ركام هائل من الانحطاط خلّف نزعة تعال مرضيّة نتوهّم فيها أنّنا الأفضل، وأنّ الآخرين كائنات شرّيرة مخيفة ، …

بهتة عامة وحيرة وعجز جماعي ذليل أمام حالة تحلّل تدريجي للدولة (طبعا والمجتمع)، ما عدا جهازها القمعي الذي يتماسك في الحد الأدنى بفضل تقاليد تضامن عصبوي راسخ ينشأ من تلازم "القوة والامتيازات"، وشبكة المصالح الاقتصادية المتحالفة مع هذا الجهاز والتي تمسك بسوق المعاملات المالية

...الجدل، الذي سكبت فاجعة هذا المركب المزيد من الزيت على ناره التي لم تخمد أبدا، بدأ يتحوّل تدريجيا إلى نوع من حوار الطرشان بين أوروبا، وخاصة إيطاليا، التي ضاقت ذرعا بالآلاف الذين يتوافدون إلى شواطئها، ودول الضفة الجنوبية، وخاصة تونس وليبيا، التي ترى أنه لا بد من مقاربة أكثر شمولية وإنسانية لهذه الظ