بروفيل سياسي يكاد يكون فريدا في بلاد فقيرة من الرموز. طالب يساري نشيط جدا نشأ سياسيا على فكرة التناقض الوجودي مع النظام الحاكم ومع التيار الإسلامي بآعتبارهما، طبق الأدبيات الماركسية
ليس لي أيّ طلب من أحد. فهل أطلب حريّتي ممّن هو مقيّدٌ بأغلال التعليمات؟ وهل أطلب براءتي من جريمةٍ لم أرتكبها؟ أم أقنع من يعلم جيّدًا أنّ هذا الملفّ مجرّد سيناريو رديء لا يستحقّ حتى الشرح والبيان؟
القائد السياسي جوهر بن مبارك يضع اليوم جسده في مواجهة الصمت والنسيان والتعود الذي يظن الحاكم انه قادر على فرضه على السياسيين وهو بذلك يكتب رسالة لنا أولا ونحن في السجن الكبير حتى نظل ناطقين واقفين كي لا تموت السياسة …
عندما كان مثقفو المقاهي وقادة المجاميع الإيديولوجية في الجامعة ينفخون في نار احتراب اجتماعي تدور " مضامينه" حول الحداثة والظلامية و" الإخوان" والبورقيبية،
لقد كان الاقتطاع بالأمس واليوم العصا الغليظة التي ترفعها السلطة في وجه المنظمة ولقد عمدت الحكومة في الماضي وفي ظروف معينة ليس هذا مجال التوسع فيها الى إيقاف الأجراء معاقبة للاتحاد على بعض مواقفه غير المنسجمة تماما مع رغبات السلطة …
الأولى مناشدة لا أخلاق فيها، فالشارع في الأصل للمواطنين يراقبون السلطة وينقدونها ويتظاهرون ضدها وصولا إلى الثورة عليها وليس لمناشدتها فذاك طحين وقوادة وغش وتزييف.
هل يمكن للمقاتل الجهادي الذي كشف شجاعة عالية جدا، أن ينتقل وبسرعة من مقاتل إلى رجل دولة؟ يمارس السياسية بأدواتها القانونية وبمفاهيمها؟ إننا نرى الإسلام الكفاحي يتعرض لاختبارات قاسية، ونلتقط مؤشرات قدرة على النجاح سيتجاوز صداها القطر السوري.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع