يعيش الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم أزمة خطيرة لعلها الأخطر في تاريخه منذ تأسيسه. لقد تجاوزت في خطورتها ازمتي 1978 و1984 لأنها لا تعني هذه المرة صراعا مع السلطة لم يمس جوهريا من وحدة المنظمة وتماسكها بل فتنة داخلية …

النِّيجر، صفاقس، لامبيدوزا، ناغورنو كاراباخ، أكرانيا، زيارة قداسة البابا فرانسوا إلى مرسيليا، أبرز محاور السِّياسة الخارجيَّة في الحوار الصُّحفي للرَّئيس الفرنسي ماكرون مع القناتين الثّانية والأولى للإعلام العمومي والخاص…

الرئيس، وهو الرئيس الوحيد في العالم الذي يمتلك سلطة تعيين وعزل الوزراء والولاة والمديرين والقضاة وكل شيء، يترأس اجتماعا حول التعطيلات التي أخّرت البدء في إنجاز مستشفى القيروان ست سنوات كاملة ويقرر : التنديد بهذه التعطيلات والأطراف المعلومة التي تقف وراءها.

إن ما حدث في صفاقس، زيادة على أنه يؤشر على غياب الدولة، فهو نتيجة حتمية لخطاب عنصري استهدف تقويض الإرث الحضاري التاريخي لبلادنا. إنه عار بما تحمله الكلمة من شحنة، يسجل في التاريخ فعلا لا مجرد قول أجوف.

لا يمكن تفسير هذا الانحطاط إلا بخلل تكويني ثقافي نفسي سياسي عميق جدا ينخر المجتمع التونسي المريض.

ها نحن اليوم معلقون بين قارة تغلق علينا أبوبها وتبتزنا وتحتقرنا وتستغل ضعفنا، وقارة نتقزز من لونها ونخشى منها على نقائنا. أنقياء ولكننا ملقون على قارعة التاريخ والحضارة والإنسانية. هذه خطوة عملاقة نحو التبرؤ من أنفسنا.

مطاردة المختلف، لونا، فكرة، دينا، عائلة، جهة، انتماء جغرافيّا، سياسيا، تدخل في صميم تركيبتنا التونسيّة المعقّدة بألف عقدة وعقدة تاريخيّة، ركام هائل من الانحطاط خلّف نزعة تعال مرضيّة نتوهّم فيها أنّنا الأفضل، وأنّ الآخرين كائنات شرّيرة مخيفة ، …