في اعتقادي يبدأ الإنسان يفكر، وبالتالي يتحرر عندما يتفطن الي أن الكثير مما يُقال لا معنى له، وان الكثير من " الحقائق" هي مغالطات. من هذه الكلمات الخالية من المعنى " الاتحاد متاع الناس الكل".

كل محاولات السلطة السيطرة على المنظمة ، سواء زمن الاستعمار (اغتيال حشاد) أو زمن بورقيبة (الانقلاب على القيادة الشرعية ) أو زمن بن علي (الحوض المنجمي) قد تضعف الاتحاد وقد تكون بعض قياداته جزءا من ازمته، لكن لا يلبث أن يعود من جديد ، منظمة قوية ، بفضل التفاف نقابييه ومساندة كل المؤمنين بدوره الوطني ،

حشاد رمز كبير... لأنه شهيد النضال الوطني والإجتماعي في نفس الوقت... وعليه إجماع وطني... وتاريخ 5 ديسمبر 1952 ذكرى اغتياله من طرف المستعمر...عليهما أيضا إجماع وطني قلّ ما وجد في غيرها من الذكريات... فهذه الذكرى مثل غيرها من بعض التواريخ... رمزية جدا قبل غيرها...

اهدي هذا النص الى كل عمال تونس في إضرابهم اليوم 16 جوان 2022 ..أساندهم مساندة مطلقة وأدافع عن حقهم في حياة كريمة ..نحن نختلف مع القيادة، ولكن لا نخون قضية العمال ولا نتخالف مع السلطة ضد الاتحاد .

الإتحاد منغمس في السياسة و يتطاول على حكومة ضعيفة و هو يغالي في “نصرة “الطبقة الشغيلة و نحن نعرف نسبة السعادة للطبقة الشغيلة. حتّى نقتبس من صيحات الماضي و هم ينادون على لينين: “استيقظ يا حشاد … إنهم اصيبوا بالجنون”.

...الاتحاد ما كانش و مش باش يكون منظمة ثورية و لا حزب عمالي و لا خط سياسي ...هو عمود من اعمدة " البناء التونسي " متاعنا الكل ...قوة تعديل بمعنى ماهوش قوة عند حتى حد ...وقت يدخل في صراع مع الدولة و نظامها تدخل البلاد في ازمة و وقت يدخل في وضعية تدجين و خضوع للدولة و نظامها تحتقن البلاد ..

وبالعودة إلى اغتيال حشاد، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا صمت رفاق فرحات حشاد عن المطالبة بدمه بعد أن أحرزت تونس على استقلالها؟ كان يمكنهم ذلك خاصة وأنهم في السلطة الجديدة، وزراء ونواب في المجلس التأسيسي، ...؟ لماذا التزموا الصمت واكتفوا بتوجيه الإصبع إلى عصابة اليد الحمراء؟ … لماذا لم يسألوا ولم