في بلد يُفترض أن يكون فيه العلاج حقا دستوريا، يتحوّل الدواء إلى سلعة نادرة، تُهرب عبر الحدود وتُباع في السوق السوداء، بينما يقف المواطن عاجزا أمام رفوف فارغة. الأزمة ليست فقط صحية، بل أخلاقية، وتستدعي مساءلة وطنية شاملة.
هناك أسباب عديدة تدفع الناس إلى مغادرة أوطانهم، منها على سبيل المثال تدمير سبل عيشهم؛ أو ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مما يعني فقدانهم للمستقبل؛ أو نزوحهم بسبب التلوث أو الاستيلاء على الأراضي؛ أو رغبتهم في الدراسة أو العمل أو الزواج في الخارج…
بعد أن زال كابوس الايقاف - إلى حين - تعالى نتمازح يا عمّنا الصافي السعيد فلك عرق في أهل الجريد ولي أمشاج من "آل الجماعي " وأنت عارف السّڨي والڨطار جيران
وتجدر الاشارة الى انه حتى وان كانت علاقة "المجتمع" بالدولة يمكن ان تُعتبر متوترة في ضوء الاحداث القصوى المتواترة منذ بداية الستينات الى حد الان، فان بعض المظاهر ادت الى الاستغناء عن الدولة في نموذج اعادة توالد الظروف الاجتماعية المادية…
اليوم مصيبتنا في نخبة لا تتبع غير "الهوى" تحن للاستبداد والطاعة، يليق بها ما تعيشه... نخبة تظن أن العالم لا ينام الليل ويظل "سهرانا" متحيّرا على شعب تونس الجائع... لا أيها الحمقى، لا أحد يهتم بكم…
المواطنون لا الرعايا هم من يبنون دولة السيادة الوطنية ...فالعبد لا وطن له والمستبد لا يستمر الا بحماية الغزاة ....
عندما تتخلّى الدّولة عن القيام بواجباتها يخلق المجتمع طرق تلبية حاجاته وينتعش الموازي ولوبياته ولا سبيل للحدّ من هذا النشاط إلّا بتحقيق العدالة الاجتماعية …
Les Semeurs.tn الزُّرّاع