ترامب شخص لا يرى إلا ما يريد أن يراه فالفلسطيني في النهاية ليس إنسانا ولا يستحق منه أي لفتة، شأنه في ذلك شأن مجرم الحرب الجالس إلى جانبه والتي فرش له السجاد الأحمر، وأغلب قادة الدول الغربية …

يبدو أن الفيتو العالمي الاستعماري على "الثورات العربية"، الذي تم رفعه مبكرا في مصر ومتأخرا بعض الشيء في تونس، يُرفع الآن بصيغة أخرى في سوريا. ولن تعصمهم من ذلك تناقضات المصالح بين الفاعلين الدوليين والإقليميين الكثر، وأن تراجيديا الدماء السورية ستظل مفتوحة إلى مدى مجهول.

هل تعوّدنا تلك المشاهد الّتي تذاع على الهواء و تنقل مباشرة كمباريات الكرة المنفوخة بالهواء؟ مشاهد القتل و الدّمار و الدّم و الأشلاء و حفلات الشّواء و كتل اللّحم و الرّؤوس و الأطراف و هي تجمع في أكياس؟

يستطيع هابرماس أن يتضامن مع دولة إسرائيل وحقّها في الوجود ما طاب له ذلك. لكن من غير المسموح به إنسانيّاً، وفلسفيّاً طبعاً، أن يعزل الأحداث عن سياقاتها، أو أن يتعاطى معها كأنّ لا سياق لها.

وبينما تتدفّق المساعدات في الجانب التّركي، فإنّها تنعدم في الجانب السّوري إلى حدّ مؤلم ومحزن.. لاشيء يبرّر تأخّر إدخال المساعدات و لاشيء يبرّر تأخّر دخول فرق الإنقاذ المجهّزة والمدرّبة مهما كانت المبرّرات، فالمأساة واحدة في البلدين و احتياجات الإغاثة والإسناد واحدة في البلدين والمبادئ الإنسانيّة، يف

لقد ظلّ الجرح مفتوحا ولم نمرّ بتجربة عدالة تعيد للإنسان المُهان هنا بعض إنسانيّته، وتُعلّم الأجيال كيف نتجنّب تحقير الآخر وتهميشه وإقصاءه. لم يحدث البُرء بعد أن تولّى أعداء العدالة وأصحاب مصالحهم نكأ الجرح كلّ مرّة ليصير أعمق…

هو التوحّش في عصر التوحُش الّذي يحوُل الانسان الى ريبوت يطبق ما يشحن به من تعليمات دون البحث عن مخرج أو تقديم تضحية أو نكران للذات، هي حالات وارقام واوراق وستطوى كما طويت بقية الملفات.