بغضب شديد ولغة متوتّرة للغاية ردّت تونس على البيان الصادر عن المفوّض السامي لحقوق الإنسان الذي انتقد بقوة أوضاع الحريات في البلاد وسجن معارضين وصحافيين

وهي النخب التي تنتمي الى تيار ديني أو منظور آيديولوجي وتسعى لتفسير الظواهر السياسية من خلال مسلمات تلك العقيدة أو الآيديولوجية، وقد يكون التحليل متسقا ومترابطا بقدر منطقي كاف احيانا ،

لقد دفع الطوفان بالأكاذيب التي عاشت بها دولة ما بعد الاستعمار المباشر لعقود الي حتفها الاخير: سكت الشيوخ والوعاظ ، ولاذت الجيوش بثكناتها تشاهد الابادة عبر التلفاز. اما منتحلو التقدمية والناطقون الحصرييون باسم فلسطين والمقاومة فهم في حيص بيص حقيقي: اذا انتصرت المقاومة سوف ينتصر "الاسلام السياسي" و"ال

سيبقى رئيس البلد ممزّقا بين موقفه الأخلاقي من الصّندوق وشبح الأزمة المنذر بالانهيار في ظلّ انقطاع السّبل ... إن هو أمضى خسر أخلاقيا وسياسيّا واجتماعيا وإن هو امتنع خسر اقتصاديّا واجتماعيا ولن يطول هامش التمنّع والهروب إلى المجهول ...

وأخيرا خرج الرئيس قيس سعيّد مساء الاثنين ليتحدث عبر التلفزيون عن انزعاجه الشديد من كل من تحدث مؤخرا عن مرضه، مستخفا ومتوعدا كل من روّج لذلك.

قال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي: "لا يجب أن نرتكب خطأ ترك تونس للإخوان المسلمين." نعم قالها بلغة واضحة، شبيهة بلغة وزير للحرب، بعيدا بعيدا عن اللغة الدبلوماسية القريبة من النفاق. تكلم بكل وضوح، وكأنه خارج من مؤتمر دولي محوره الحديث عن مستقبل تونس،

في ذكرى الاستقلال، لا ندري إن كانت الدولة تستطيع أن تتدبر رواتب شهر آذار/ مارس. في بلد الفلاحة، تستورد الدولة الغذاء ويتزاحم الناس في طوابير طويلة من أجل وزنة سكر أو علبة حليب.. ماذا بقي من الدولة لتحتفل بالاستقلال؟