هل من حدود للغباء السياسي لدى زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان ؟

Photo

طالبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ و خلال نقاش خصص لعواقب الهجمات الأخيرة في باريس بقطع العلاقات مع المملكة السعودية و قطر والابتعاد عن تركيا و اعتبرتهم أعداء . وبالمقابل دعت الى الاقتراب من المحور الذي وصفته بالمحارب "للتطرف الإسلامي" وطالبت بتغيير التحالفات والعمل مع روسيا وإيران ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة .

كما جددت دعوتها الى تشديد المراقبة الحدودية مع دول الجوار الفرنسي والخروج من المنظومة الأوروبية .

ان هذا الطرح فضح الحلف الذي تدعو الى الأنضمام اليه خاصة وان اسرائيل مكون أساسي فيه وروسيا أعلنت ذلك مرارا كما أن هذا الحلف تجد له امتداداته مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وجماعة حفتر في ليبيا وما بقي تحت سلطة بشار في سوريا .

لعله غاب عن هذه النوعية من الناس حقيقة ماثلة أمامهم ولكنهم يرفضون النظر اليها تتلخص كالأتي :

- ان الزمن قد تغير وان فرنسا التي وعد بها والدها - الذي انقلبت عليه - جان ماري لوبن، مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني ألمتطرف ليست فرنسا اليوم.

- هل لفرنسا اليوم الإمكانية والقدرة – ولا نتحدث عن الأرادة – على تغيير سياساتها بما يتماشى وارادة اليمين المتطرف ؟

- هل تدرك هذه النخب أن هذا الخطاب سيكون الشعب الفرنسي أول ضحاياه وستكون نتائجه على الأقتصاد ومؤسسات البلاد كارثية وستعود فرنسا للتسول المفضوح مقابل موقف سياسي عدمي ؟- ولهم في النظام المصري الحالي وكذلك نظام بشار الأسد خير دليل.

- هل هناك وعي بأنهم يعطون المبررات لليمين المتطرف في بلدان الجوار الفرنسي برفض عمل الفرنسيين في بلادهم وبالتالي تضاعف البطالة لديهم؟

- هل هناك ادراك لخطورة هذا التمشي على عائدات ما تجنيه فرنسا على المستويات السياسية والعسكرية والأقتصادية من تواجدها في افريقيا ومستعمراتها السابقة ؟

- ألا تعلم هذه السيدة بازدياد شعبية حزب صغير في جنيف بنى برنامجه على رفض تشغيل الفرنسيين بجنيف بنفس المبررات التي تستعملها هي ضد ألخصوم ? أن هؤلاء بعشرات الآلاف من الفرنسيين العاملين في جنيف ويمكن أن ينسحب الأمر نفسه على كل سويسرا وكذلك الألمان والبريطانيين فماذا أعدت لهؤلاء الفرنسيين الذي يتمتعون بامتيازات تفوق بكثير ما هو متاح في فرنسا؟

- هل هم يدركون لحقيقة سهولة انهيار الاقتصاد الفرنسي وخسارته في مجالات المنافسة والجودة؟ وتكفي العودة لشروط العقود العسكرية التي أبرمتها فرنسا مع مصر وألأمارات خلال الثلاث السنوات الأخيرة للوقوف على حقيقة الأوضاع.

ان تغليف هذا الخطاب العنصري والفاشي بمحاربة الأرهاب هو الغباء بعينه ومن أجل الدعاية الانتخابية بأدوات رخيصة .

كما أن هذا الخطاب فيه ترويع للمسلمين الفرنسيين وتخويف للسياح من زيارة فرنسا بسبب أجواء الكراهية و فيه مس بكرامة الاخرين وترهيبهم والدفع بهم باتجاه الاختيار بين العدم والدمار – يا لها من حماقة .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات