وليتحمل كل واحد مسؤوليته حاضرا ومستقبلا.

لا أدري من هي الجهات التي تدفع باتجاه توريط الرئيس قيس سعيد في ملفات خطيرة متعلقة بحقوق الناس وكرامتهم لتحميله مسؤولية الانتهاكات لاحقا. ان الظلم والاعتداء على الناس الآمنين والمغالبة باستعمال سلطة الدولة كلها أفعال تستدعي المساءلة والمحاسبة ولا أعتقد بأن أحدا من الضحايا سيقبل بالتجاوز أو بالسكوت أو نسيان ما يقع بحقه وحق أهله اليوم.

ولا أفهم لماذا يصر الرئيس على انكار حقيقة ما وقع ويقع من انتهاكات موثقة لحقوق الانسان وصلت الى حد تخوف العديد من النشطاء من الاختفاء القسري والتنكيل بعائلات النواب الذين عرفوا بمعارضتهم لسياساته وتوجهاته اضافة لحرمان العشرات من مورد رزقهم وتقييد حريتهم خارج اطار القانون المحلي والدولي.

فقد وصلتنا العديد من الشكاوى والتي سيكون من مسؤولية الدولة التونسية الرد عليها ولا يفيد بأي حال من الاحوال الانكار او التهرب دون بيان أو حجة.

وان العديد من الانتهاكات أصبحت موثقة وتحتاج لأدلة لدحضها اذا أصرت السلطات القائمة اليوم على انكار ما يحصل في البلاد. ان انتهاكات الترويع والترهيب والمنع من السفر والمراقبة والحد من حرية التعبير والاعتداء على المؤسسات كلها أصبحت موثقة لدينا ولدى غيرنا من المؤسسات العاملة في هذا المجال.

ولقد سعيت من جهتي لإيصال هذه التشكيات للرئيس سعيد عبر أحد رجاله وأكدت مرارا على خطورة الملف وتبعاته عليه شخصيا مستقبلا كما بينت في أكثر من مراسلة ضرورة الانتباه لسلبية مواقفه وتصريحاته بخصوص الاموال المنهوبة والتي تصب في صالح الخصوم ولا تخدم الهدف المعلن وهو استرجاع الاموال. وقد بينت ذلك بالأدلة والامثلة والوقائع، ولكن مع الاسف لا أجد تفاعلا ايجابيا مع كل ما طرح وأصبح بالتالي من واجبنا الدفاع العلني عن مصالح بلادنا وثروات شعبنا وليتحمل كل واحد مسؤوليته حاضرا ومستقبلا.

وأشير هنا أنه خلال السنوات الماضية كنت باتصال بأحد الشخصيات – وهو حاليا نائب في البرلمان - وكان رجلا مقداما ونشيطا و يرتب لنا من حين لاخر بعض اللقاءات مع جناح من "الدستوريين الذين لم يتورطوا في الجرائم والفساد" سالته يوما "ما هي مصلحتك انت وهؤلاء الذين تأتيني بهم وانت تعلم بأن توجهاتنا السياسية والفكرية مختلفة؟" أجابني يومها ب"ان البعض من هؤلاء أخطأ وهو يسعى للمصالحة ومستعد للمحاسبة على قاعدة العدل وعدم التشفي ونحن مدركون بأنكم أرفع من أن تعاملوا الخصوم بردود الافعال العنيفة او تنكلوا بعائلاتهم وهذا يطمئننا... أنتم تعلمون ما معنى أخلاق سياسية وما معنى عدالة وما معنى التزامات دولية"....

ونصيحتي العلنية للرئيس سعيد" لا تأخذ الدنيا غلابا مع أبناء شعبك وخاصة الذين وقفوا معك يوم كنت في ضعف وفي قلة ولا تركن لمن تعرفت اليهم بعد أن أصبحت رئيسا ولا تطمئن الى من نهب ثروات البلاد لعشرات السنين أكان محتلا، أو مستعمرا، أو حاميا، أو وسيطا لدى المستعمر وخادما له." الرجوع للحق فضيلة وسارع بطلب الصلح مع أبناء شعبك وهذا الذي سيبقيك كبيرا وزعيما مصلحا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات