بالديمقراطية جئت وبالديمقراطية سترحل

لن نتركك تنتصر في معركة الخاسر فيها الوطن

السيد الرئيس الحالي قيس سعيد تحية تليق بمقامك

وبعد التأكد من انخراطك في محور معاد لسيادة الدولة وتاريخها واعتدائك على ذاكرة الشعب الجماعية ووضع نفسك على ذمة أنظمة دموية لا تخفي عداءها لثوابتنا وقيم شعبنا، فانه أصبح لزاما علينا أن نضع النقاط على الحروف حتى يحدد كل طرف موقعه.

الرسالة في غاية الوضوح " اننا لن نتركك تنتصر في معركة الخاسر فيها الوطن". لن تتمكن من تحقيق نصر يؤذي الشهداء في مراقدهم ويعمق آلام الجرحى الذين ينتظرون الاعتراف والتكريم ويدمي قلوب من تعذبوا وتألموا من أذى الديكتاتورية على مدى عشرات السنين".

ربما هذا الشعور صعب أن تفهمه انت ومن حولك لأنك كنت تعيش حياتك الخاصة وفي كوكبك الذي لم يكن يرى ما يحدث الا من خلال الأعين النوفمبرية. أما حاشيتك، فكن على يقين أنك لن تجد أحدا إلى جانبك يوم تعلن النفير ضد الاشباح.

أردناك رائدا في البناء وفي التنمية وفي الثبات والإصلاح، فرضيت بدور "معول للهدم وتعطيل مصالح البلاد". وضعناك في مقدمة الصفوف وعاهدناك على العمل من أجل الوطن والاصلاح والبناء وتثبيت العدالة، فوجدناك تخوض مع الخائضين في شؤون لا قبل للوطن بها.

أمددناك بما نملك من معطيات وعلاقات من أجل المساهمة الايجابية والبناءة في استرجاع أموال شعبنا المهربة، فوجدناك تصر على فعل ما لا يجب فعله في مسار استرجاع الاموال وهو التدخل السياسي الذي يعتبر أقصر طريق لغلق الملفات القضائية مع الدول الغربية.

ساعدناك على فتح آفاق جديدة لتفعيل الديبلوماسية الاقتصادية وتنويع الشراكات والعمل مع الشركاء الذين لا يسعون للتدخل في الشأن الداخلي، فوجدنا بعض حاشيتك يعيقون عمل الديبلوماسية ويشيعون الشك والريبة وعدم الوضوح لدى الشركاء.

طلبنا منك تثبيت الشفافية والحوكمة فوجدناك تبذر من ميزانية الرئاسة بلا رقابة وتنفق ما يزيد عن مليار دينار في رحلة خاصة تحت مسمى "زيارة رسمية للقاهرة" كان نصيب المواطن التونسي منها هو القبول بدور "الجندي التابع" في جيش السيسي بحسب رغبتك.

استأمناك على منجزات الثورة كي تواصل المسيرة من موقع القائد وتعطي شحنات الامل الايجابي للشعوب كي تواصل مسيرتها نحو العدالة والكرامة والسيادة، فرضيت بدور الجندي التابع.

اخترناك كي تكون فارسا في الحق وأمينا على الدستور وصوتا قويا يثبّت حرية الشعوب، فأصبحت تخوض معارك وهمية وتحارب أشباحا وتتمنى الشهادة في معارك لا نعرف من هو الخصم فيها ولا من سيخوض هذه المعارك معك.

انتخبناك للدفاع عن حقوق الشعب واحترام ذاكرة الامة وأمجادها، فوجدناك تقع فريسة سهلة للاستعمار وأنظمة الاستبداد. دافعنا عنك وأعلينا من شأنك وأوجدنا لك سيرة بين العمالقة، ولكنك تأبي الا أن تكون أداة يتلاعب بها صبية السياسة وعديمي المعرفة.

باختصار اردناك قائدا وعملاقا ورجل بناء، فارتأيت لنفسك أدوارا أخرى لا قبل لشعبنا بها ولهذا أقول بالصندوق جئت وبالصندوق سترحل وان أردت الشهادة فابحث لك عن أرض معركة مقدسة أما بلادنا فمعاركها هي في الصحة والسكن والتنقل والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجي وغزو الفضاء.

ومع ذلك شكرا لك لأنك اختصرت لنا الطريق وبيّنت لنا مرة أخرى خطورة وعبثية الانظمة الشمولية على حياة الناس ولو لم يكن لك من انجاز طوال 16 شهرا الماضية الا ذلك لكفاك لأنه سيربح البلاد والاجيال الكثير من الجهد والوقت مستقبلا.

لنا معاركنا ولكم معاركم وليختر كل منا موقعه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات