التغطية الاعلامية والاهتمام من المؤسستين مبالغ فيه بشكل كبير…

لا أدري ما طبيعة الرسالة التي توجهها وزارة الدفاع الوطني ورئاسة الجمهورية في تونس الى العالم وهي تحتفي بوصول 12 طن من "المعدات والمستلزمات الطبية" أرسلتها مصر بناء على توجيهات من المشير عبد الفتاح السيسي الى بلادنا. ورغم أنه لا يعرف الى حد الان مكونات هذه الشحنة الا أن التغطية الاعلامية والاهتمام من المؤسستين مبالغ فيه بشكل كبير.

لا أدري هل أن حضور وزير الدفاع بنفسه وبصحبة المدير العام للمطار كان بتوجيه من الرئيس أم اجتهاد شخصي لأن ما حصل يحتوي على اخلالات بروتوكولية متعددة. ولعله من المهم التذكير بالاتي لفهم ما يحصل اليوم.

- منذ أيام أرسلت الجزائر شاحنات كبيرة محملة بمعدات متنوعة لمقاومة تفشي فيروس كورونا في تونس منها أجهزة تنفس تحتاجها المستشفيات بشكل عاجل ومعدات وقاية متنوعة ومع ذلك لم نشهد مثل هذا الاهتمام الرسمي الذي حصل اليوم.

- في ماي 2020 وصلت طائرة تركية محملة بشحنة من المساعدات الطبية قادمة من تركيا في إطار دعم جهود تونس في التصدي لجائحة كورونا وتمثلت هذه الشحنة في كميات من المستلزمات الوقائية الفردية والبدلات الطبية والكمامات الجراحية وحضريومها سفير تركيا في تونس ''علي أونانير'' وصول الطائرة وتسليم هذه المساعدات الطبية للسلطات الرسمية التونسية دون حضور تونسي رسمي.

- في مارس 2020 أمنت الحكومة الاثيوبية ايصال المساعدات الى بلادنا والتي كان قد مولها رجل الاعمال الصيني جاك وبلغ وزنها أكثر من 60 طنا لتوزيعها على عدد من البلدان الافريقية وتمثلت المساعدات التي أوصلتها الخطوط الاثيوبية لبلادنا في 20 ألف جهاز اختبار و 100 ألف قناع و 1000 بدلة واقية و غيرها من المعدات الطبية. ومع ذلك لم يحضر للمطار أي مسؤول رسمي يمثل الدولة.

- خلال السنة الماضية أرسلت دولة قطر مستشفى ميداني كامل بتجهيزاته ومكوناته ومعداته ولم يكن الاهتمام يقارن بما حدث اليوم.

طبعا من المهم معرفة محتوى الشحنة خاصة أن وزير الدفاع اعتبرها هامة والحال أن مصر من أكثر البلدان التي توجه لها ولقيادتها أصابع الاتهام من المنظمات والمؤسسات في طريقة تعاملها مع الجائحة. فالسلطات تتهم بالتستر على الوضع الحقيقي المتعلق بانتشار الوباء في البلاد وهي تعاني نقص كبير في المعدات وهي تواصل حرمان قطاعات كبيرة من اللقاح منهم المعتقلين رغم وفاة الكثيرين منهم بسبب الكورونا كما أن المسنين لا يحضون بالأولوية في التلقيح اضافة للنقص الكبير في أجهزة التنفس في المستشفيات مما ادى الى حالات وفايات جماعية وقع توثيقها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات