انتخبك الناس لتكون ممثلا لهم بين الأمم لا أن تؤجج نار الفتن

صفعة أخرى يوجهها المسؤول الاول على الديبلوماسية التونسية لبلادنا ويصر على عزلها وازدراء العالم منها وما فيها من جمال ورقي وتحظر وعقل مستنير. السؤال الكبير يبقى لمصلحة من تهان تونس ومؤسساتها وقيم شعبها وابرازها في كل مناسبة بصورة بائسة وبشعة ومؤلمة تسر الاعداء وتغيض أبناء الوطن الشرفاء والاحرار وتسئء للشهداء في مراقدهم؟

المنطق والعقل والواجب المهني يقول أن يكون الرجل البارحة في الصين يتحدث الى قادة العالم وللدفاع عن مصالح تونس الاقتصادية أو في أثيوبيا في القمة الافريقية واصلاح العلاقات مع الشركاء الافارقة وخاصة أثيوبيا التي احتجت رسميا على مواقفه بشكل مباشر.

الرجل سبق أن قال في احدى زياراته للخارج بأن تونس ليست صالحة للاستثمار وبأن المناخ الموجود لا يساعد على ذلك وكان ذلك وقت وجود مؤسسات دولة معترف بها واليوم هو أضاف انقلاب على جميع السلطات ويردد احترامه للدستور وفي نفس الوقت يعلن أن سلطة القضاء أصبحت تابعة له ويطالب أنصاره بالنزول لإعطائه التفويض للتعامل مع الخونة .

هو دعا أنصاره للنزول واعتبر أن الكورونا تراجعت في حين أن صلاة الجمعة لازالت ممنوعة منذ ما يزيد عن الشهر بحجة التصدي للوباء وأعداد الاصابات تؤكد عكس ما يصرح به. هو اعتبر أن رجال الامن بصدد تنفيذ "فكرا جديدا وتصورا جديدا للعمل الامني" ولا ندري ما هي طبيعة هذا الفكر، ولكن نعرف أسماء شهداء التحركات وأسماء المحتجزين قسريا والبعض من أسماء من وقع تعذيبهم وترويع عائلاتهم او الاعتداء على أملاكهم الخاصة.

كما نعرف أيضا الملفات التي تورطت فيها نقابات أمنية وقيادات بعضها كان حاضرا في جلسته الليلية معه البارحة ومنهم وزير داخليته التي رفعت ضده عدة قضايا وتحمله منظمات أهلية ودولية المسؤولية المباشرة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الناس منها القتل والاخفاء القسري والتعذيب.

طلب من الامن حماية أنصاره وأتباعه وأعلن بأن "جزرتهم" جاهزة لمكافأتهم وهاجم كالعادة بلغته السلسة والودودة والبشوشة العالم كله الذي لا يرى في اجراءاته تصحيحا للمسار ويطالب الجميع الانخراط في كتائب المفسرين وعصائب أهل الصدق من رجاله والا فانهم خونة وعملاء يجب التصدي لهم بعصاته وقضاته وبفكره الذي سيغير به العالم.

حاولت أن أفهم ان كان ما رأيت وسمعت هو فعلا من صلاحيات وأدوار رئيس جمهورية جاء بالانتخاب وأقسم على دستور البلاد أمام ممثلي الشعب، ولكن الاجابة بالتأكيد ليست سياسية ونسال الله الستر والعافية وحسن الخاتمة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات