الإنقلاب فهمناه، ماذا عن غيره ؟

طيب قيس المنقلب وعرفناه وتحدثنا عنه، أفلا نتحدث عمن أوصل قيس للحكم وأصر على بقائه ولم يفعل أي من واجباته لرد انقلابه.

لماذا نتحدث عن النتيجة و لا نتحدث عن السبب، لأن انقلاب قيس نتيجة إدارة و قرارات منكسرين مفرطين وبقاء انقلابه نتيجة ل "حكمة" عجزة فاشلين.

لماذا لانتحدث عن سبب بقاء الانقلاب مطمئنا يتمدد، لماذا لانتحدث عمن يملك الشرعية ويرفض استعمالها، وحتى حينما نودي لجلسة متأخرة بأشهر جعلها كأنها لاشيء، مجرد استجداء بقرارات تافهة عوض مواجهة المنقلب وعزله، ثم تلومون حينما نقول أنه كبير المنكسرين.

لماذا لانتحدث عن الفشلة الذين ضيعوا الثورة واوردونا المهالك معهم نحن الذين زكيناهم واخترناهم فتبين أنهم متهالكون مترهلون يعجز أحدهم لشدة سكونه رد الذباب عن وجهه.

لماذا لانتحدث عن الرخويات الذين يواجهون المعارك باللامبالاة والحرب ب"الصلاة على النبي وتسبيق الخير".

ثم لماذا لانتحدث عن القطعان عبدة الاصنام الذين لولاهم لما وجدت أصلا تلك الأصنام، لماذا لانتحدث عن الذين جعلوا من فاشل طيلة حياته زعيما، لا يكاد يحوز أي إنجاز إلا تضييع الطاقات من دون أي كسب والوقوف مع الأعداء ونصرتهم، وهل يحاسب الناس إلا على إنجازاتهم.

لماذا لانتحدث عن عبدة الاصنام الذين تغاضوا عن هرّاب ترك الالاف تطحن ولجأ حيث الملاذات الامنة، ثم جعلوه "شيخا" و"مفكرا" عوض محاسبته، بل ونصبوه أمينا على ثورتنا، فقدمها لأعدائنا الذي ليسوا أعدائه، وهل كان طيلة حياته إلا مهموما بإرضاء فرنسا وبقايا فرنسا والتقرب منهم، بل ودعم مشاريعهم الفكرية حينما حصن نقدهم بقوانين تزعم محاربة التكفير والإرهاب، حيث ضيق بها على المسلمين في تونس و أرهبوهم و صيروهم غرباء ودينهم غريبا بما لم يكن في أي من عهدي بورقيبة وبن علي .

لماذا لانتحدث عن القطعان المسؤولين عن هواننا أمام بقايا فرنسا من نقابات و إعلام وحزيبات، وهل منع مواجهتهم والتصدي لهم وتفكيك هياكلهم ودعمهم ونصرهم الا ربكم الاعلى الذي تعبدونه من دون الله.

ألستم أنتم الذين استقبلتم ربكم ذلك بالتهليل والتعظيم حينما أحضره المنقلب مهانا لدى عسسه كالمجرم لاستجوابه في مقر متهالك، وجعلتم ذلك الموقف نصرا ودليل حكمة ونضال.

عجبي منكم، عوض أن تستقبلوه بالقذف بالحجارة جراء قراراته وتصوراته ومواقفه الفاشلة و مسؤوليته عن هواننا الذي صرنا إليه بفعل إدارته و"حكمته"، تقومون بتعظيمه، أليس هذا دليل خلل ذهني لديكم، وهل كان عبدة الاصنام الا خفاف العقل .

يكتب الكثير في ذم عبدة الأصنام من الذين يجلون عبدالناصر متغاضين عن أخطائه وعن الذين يعلون من شأن ال سعود رغم خيانتهم أو غيرهم، ولكنكم لم تذكروا حالكم أنتم من يعظم فاشل طيلة أزيد من ثلاثة عقود حيث ضيع أعظم شيئين: الحركة الإسلامية وصيرها أداة لتكريس التبعية للغرب والقبول بالواقع العفن عوض تغييره، ثم الثورة التونسية فنخرها من الداخل بما لايستطيعه ألد الأعداء.

لكل ذلك فإن واقعنا سيئ جدا ولن يتغير للأسف مادامت الأصنام والقطعان هم من يقود أمرنا، وسيرتع قيس وغير قيس وفرنسا وبقاياها وسيواصلون ذلك.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات