لقد كان صراعا حول الاعتراف واجه فيه الغزاوي وقبل أن يكون صراعا صفريا: أما الموت أو الحرية. لو فضّل البقاء ، مجرّد البقاء لأصبح عبدا وهُجّر. واجه وقاوم وصبر فاعترف العالم به كذات حرة.

اشك أن التونسيين ، بالثقافة الحالية ،سوف يتأسفون لبلد أضاعوه وسط جدلهم البيزنطي العقيم.

لا جديد يأتي من الشارع التونسي، فكلما اشتد أوار القصف على غزة يخرج التونسيون متظاهرين يعربون عن تضامن، وكلما هدأ القصف أو تقطع يسكنون إلى مهاجعهم

أستمع أحيانا لتصريحات نشطاء وأنصار وبعض قيادات الانتقال الديمقراطي في تونس في توصيف أزمة توقف الحياة السياسية وعودة الحكم المطلق للدولة / السلطة مع غياب التعددية والانسياب الديمقراطي الذي شهدته البلاد في عشرية ما بعد جانفي 2011 الى ما قبل 25 جويلية 2021.

سورية تحتاج جدلا اجتماعيا بين نخبها تواصيا بالحق وتواصبا بالصبر لا صراع تنافي كما حدث في تونس. لا تضحوا بالحرية وقد دفعتم ثمنها ملايين الشهداء والمشردين...

جزء كبير من النخبة المثقفة الذين فضلوا الاستقالة والتخلي عن دورهم الريادي خلال المرحلة الانتقالية. فلا وجود وازن في الفضاء العام للمتخصصين ولا للفنانين من مسرحيين وموسيقيين ولا من شعراء وادباء ولا منتجي ثقافة وطنية تساهم في تعميق الوعي الجمعي بالقضايا المشتركة..

كتب الصحفي والكاتب الحبيب بوعجيلة قائلا بالعاميّة "انا مع النقد الذاتي اما مش مع الجلد الذاتي...الطبقة السياسية التونسية بكل تياراتها