الدولة لم تعد تحتمل لا الهواية السياسية ولا المغامرات الشعبوية

Photo

أن تكون مع فكرة معاقبة الاحزاب وفي مقدمتها حركة النهضة، هذا أمر ضروري وطبيعي لمصلحة البلاد والمسار الديمقراطي. لكن أن تدعم الرئيس قيس سعيد بشكل أعمى وبصك على بياض وهو الذي يقود البلاد نحو أفق مجهول فهذا أيضا خطأ فادح.

صحيح ان سعيد رجل نزيه وفوق الاجندات الضيقة والصفقات المشبوهة التي اعتادت عليها النهضة في السنوات الأخيرة. غير أن مشروع التأسيس الجديد الذي يدعو اليه مازال مبهما وقد يكون أخطر من منظومة الاحزاب القائمة حاليا والتي حكمت منذ 2011.

لاحظوا كيف ان جل الذين عملوا مع الرئيس منذ وصوله إلى قصر قرطاج قد انفضوا من حوله. بعضهم استقال والبعض الاخر أقيل. اختيارات الرجل في أكثر من مرة تدل على وجود خلل ما في آليات تفكيره.

غادر طارق بالطيب ومعه عبد الرؤوف بالطبيب ثم استقال الجنرال الحامدي واخيرا اقيل وزير الخارجية المغمور نور الدين الري الذي جاء به على عجل من سلطنة عمان دون ان يخبرنا لماذا قدم ولماذا رحل.

السياسة الخارجية والسياسة الاتصالية ومحيط الرئيس في القصر فضلا عن الأهداف الاستراتيجية كلها مسائل مثيرة للجدل تبعث على الحيرة والقلق.

التصفيق والتهليل لتركيز السلط في يد رجل غامض نكاية في حركة النهضة وأحزاب الآفاريات السياسوية موقف أعتقد انه يحتاج إلى وقفة تأمل.

خارج بوتقة النهضة وقيس سعيد أعتقد أن تونس جديرة بالأفضل. الدولة لم تعد تحتمل لا الفساد السياسي لبعض الاحزاب ومافيا إقتصاد الريع ولا الهواية السياسية والمغامرات الشعبوية لمن يبشر بالخلاص المزعوم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات