دولة البوليس ستلتهم الجميع

بحثت عن اسم رئيس مهرجان صفاقس باللغتين العربية والفرنسية لعلي أجد أثرا للرجل فلم أجد أي شيء. في الدول التي تحترم نفسها لا يعين على رأس التظاهرات الثقافية الكبرى سوى من لهم اثر ثقافي او إبداعي او تجارب فكرية او مشاريع ورؤى ثقافية وفنية او شخصيات اعتبارية لها مكانة في مجال الثقافة والابداع والفنون.

قمت ببعض الاتصالات الهاتفية فتبين ان الرجل اداري في إحدى المؤسسات العمومية ولا علاقة له بالثقافة والفكر والفن والابداع لا من قريب ولا من بعيد وقد تم تعيينه من قبل والي صفاقس الجديد.

بعد هذه المقدمة والبلاغ الفضيحة لهيئة المهرجان التي تشيد بالمجهودات الامنية اود ان احدثكم عن كارثة كانت ستقع مساء يوم امس في عرض لطفي العبدلي. احد النقابيين الامنيين حاول قطع التيار الكهربائي كرد فعل على تفاعل الجمهور مع مقدم العرض.لولا تدخل احدهم لحدثت كارثة وحالة هلع وتدافع في المكان على شاكلة سهرة ستار اكاديمي التي كانت نتيجتها عشرات الوفيات والجرحى ثم تطالعنا وزارة الداخلية ببيان "العصافير تزقزق والسماء زرقاء".

ختاما ، من المستحسن قراءة الفاتحة على الدولة التي مزقت اوصالها الشعبوية مستعينة في ذلك بالبلطجة البوليسية.

3 سنوات

قرابة 3 سنوات مرت على توليه مقاليد السلطة. فترة لا بأس بها تجاسر فيها على كل شيء (دستور ،قوانين، أحزاب،معارضة، إعلام، نخب، برلمان ، حقوق ، حريات ،منظمات وطنية،قضاء الخ)، الا على البوليس فمهما كانت التجاوزات التي يقوم بها فهو دائما يسايره ويحاول تعويم الأمور.

خاض حربا شعواء من أجل بسط نفوذه على القوات الأمنية، لكن المبادرة الوحيدة التي قام بها لإصلاح وزارة الداخلية هي توحيد نقابات الأمن. اذا كان قد وضع دستورا على المقاس يؤسس فيه لإفلات رأس السلطة التنفيذية من المساءلة والمحاسبة فكيف له ان لا يصمت على افلات الامنيين من العقاب تجاه كل التجاوزات المرتكبة.

دولة البوليس ستلتهم الجميع وستكون المنظومة الامنية غير الجمهورية هي المستفيد الاكبر من الشعبوية الحاكمة التي ستتعمق معها مظاهر الافلات من العقاب والبلطجة الأمنية المتدثرة بعباءة أسطورة الرجل "النزيه والنظيف" الذي يعيش في سراديب قصر قرطاج وغرفه المظلمة مكتفيا فقط بمطالعة التقارير الأمنية بغثها وسمينها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات