الفلسطيني ويوم الأرض:

ليست فلسطين مشكلة يختلف حول حلها غازٍ صهيوني محتل من جهة وفلسطيني لاجئ وواقع تحت الإحتلال من جهة ثانية. فلسطين ليست مسألة تتناولها الدول لتقرر مصير شعبها في غياب إرادته الوطنية.

فلسطين هوية موضوعية تقوم على وحدة الأرض والإنسان التي كونت هوية الشعب الفلسطيني، حيث لا انفصال في الهوية بين الأرض والشعب. فلسطين كفاح لا يتجزأ من أجل الهوية التي يراد نفيها، كفاح من أجل الوجود الأصيل، لشعب وقد سلب منه العنصر الضروري لهويته ألا وهو الأرض.إنها وحدة الحقيقة والحق والهوية.

فالهوية الفلسطينية ليست فكرة مجردة اخترعها الفلسطيني اختراعاً، ولم يفتش عنها في ثنايا كتب أسطورية صفراء، ولم يستقوِ بأحد من الخارج لامتلاكها، إنها هي وقائع حياته اليومية، وتاريخية الموصول دون انقطاع ووعيه بوجوده الذي لم ينفصل عن وطنه.

ما كانت لعلاقة الفلسطيني بفلسطين، ان تتحول لعلاقة حب عميق لا يبلى لو لم تتوحد الحقيقة مع الإنسان. وبالتالي الفلسطيني لم يتوسل حقه من قرارٍ هنا أو إعلان هناك، فكل القرارات تتضاءل أمام الحقيقة الناصعة التي ذكرت.

فحالة سلب العربي الفلسطيني حقه بالوجود الإنساني المتعين بوطنٍ، هو أمام العين الباصرة سلبه أرضه وتاريخه ولغته وطبيعته، حالة هي من الشذوذ لا نجد مثيلاً لها في عالمنا المعاصر،ويراد لهذا الشذوذ أن يتحول إلى واقع طبيعي ودائم بفعل قوة غاشمة.

ونحن الفلسطينيين تجمعنا الهوية الفلسطينية أولاً وقبل أي وعي أيديولوجي ومواقف سياسية فيها اختلاف في النظرة إلى الطريق إليها.

وفي هذا اليوم ،يوم الأرض، الفلسطيني ويوم الأرض نقول تأسيساً على ما سبق:

من مآثر الفلسطيني جعله كفاحه من أجل تحرير أرض فلسطين والحفاظ على هويته على هذه الأرض معنى كلياً. لقد منح واقعة من وقائع إرادته الواعية المتمسكة ببيته الأبدي الدلالة الرمزية التي لن تبلى. ففي الثلاثين من آذار1976سالت دم الفلسطيني الأعزل إلا من الحب على ارضه و من اجل ارضه.

لقد جعل الفلسطيني من هذا اليوم يوما للأرض وحين أدخل أل التعريف على كلمة أرض،صار يوم الأرض الفلسطيني هو يوم الارض كل الأرض ،الأرض التي اخذت معنى وجوديا بارتباطها بالإنسان. فالوجود لا معنى له الا في علاقة مع أرض لا ترى معناك الا عليها.فالأرض مقوم من مقومات الوجود الفردي والجماعي.من ذا الذي يتصور شعباً بلا أرض.

في يوم الأرض قال الفلسطيني لكل غازٍ: شتان ما بين وجودك عابرا على ارضي ووجودي على ارض هي رحمي الابدي. في يوم الأرض تأكدت صفة الصهيوني بوصفه مغتصبا في مقابل الفلسطيني الجذر.

في يوم الارض يجب أن لا ننسى يوم الارض السوري ،السوري الذي انتثر على خارطة العالم لاجئا ففقد رحمه الابدي بفعل قوة همجية. تتوحد مأساة السوري والفلسطيني في يوم الأرض في معنى الوجود على الارض والعودة الى الارض.

الأرض الرحم ليست هي ارض المحتل، وليست هي ارض اللجوء ،وليست ارض الوهم الأيديولوجي، وليست هي ارض الطغاة العابرين. انها ارض الانسان الذي يوحد بين الارض والحياة ،بين الارض والحرية، بين الارض والبيت، بين الارض والحب، بين الارض وكل أبنائها الذين يوحدهم حب الارض التي ولدوا من رحمها ويعيشون في حضنها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات