الحل المنطقي للقضية الفلسطينية

ينتمي المستوطنون في فلسطين المحتلة ومن أسس للاستيطان إلى الهمجية التي تجاوزتها البشرية،فهذا القطيع الذي استولى على الأرض بقوة لا ينظر إلى صاحب الارض إلا بوصفه موضوع قتل وإبادة،والفلسطيني صاحب الأرض ابن الحضارة والعلاقات المعشرية الإنسانية ليس بمقدوره أن يتعايش مع همجية بكل إهابها القديم،ولهذا فالصراع بين الفلسطيني والصهيوني هو صراع بين ذهنيتين:ذهنية الفلسطيني الحضارية من جهة وذهنية الصهيوني الهمجية.

إن أفضل حل جذري منطقي للقضية الفلسطينية هو تخلي اليهود عن أوهامهم وخرافاتهم الدينية التي لا أساس واقعياً لها،والعودة إلى البلدان التي أتوا منها إلينا أو البقاء لمن شاء في ديارنا دون دولة .فالتعايش مع دولة لجماعة غريبة الوجه واليد واللسان محتلة لوطن شعبه معلوم وعائش فيه منذ مئات السنين وهو جزء لا يتجزء من حضارة الوطن العربي وثقافته ،-التعايش مع هذه الدويلة الزائفة ،ضرب من المستحيل.والدليل على ذلك فإنه ليس هناك صراع بدأ قبل قرن من الزمان ومازال مستمراً.

واندماج لليهود في المجتمع العربي دون دولة شأنهم شأن الأقوام التي قدمت إلى العربية واندمجت مع العرب واحتفظت ببعض سماتها الثقافية أمر ممكن .

والقوة العسكرية ليست أداة استقرار مجتمع،والشعور بالخطر الدائم من أهل الأرض يلغي معنى الحياة الطبيعية.والبقاء في قلب حقل ثقافي -جغرافي متجانس -وأنت غير منتم إليه ضرب من المستحيل.

إن أساطير الجماعات ثقافة جميلة وممتعة لكن لا يمكنها أن تكون أساساً لتكوين الدول في عالمنا المعاصر. إن الغباء الاجتماعي للحركة الصهيونية واللاسامية الأوربية اشتركا في ولادة ظاهرة غير قابلة للحياة.

بل ولو إن اليهود القادمين من دول شتى إلى فلسطين جاؤوا دون أيديولوجيا، وبمعرفة بخبث اللاسامية،لو إن هؤلاء اليهود استغلوا ثقافة المنطقة القائمة على اعتراف المسيحية والإسلام بأن اليهودية كدين سماوي،وعلى الاعتراف بكل الشخصيات المتوهمة في التاريخ اليهودي على إنهم أنبياء من الإله ،وإن اسماء كإبراهيم وموسى وداوود وإسحق الخ هي أسماء عدد كبير من العرب المسلمين والمسيحيين،لو إن هؤلاء اليهود اقتنصوا هذا الإرث الثقافي الديني العربي لكانوا جزءً لا يتجزأ من بنية المنطقة.

والدليل بأن يهود العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس والمغرب الخ كانوا جزءً من النسيج السكاني للمنطقة دون أي تمييز.وكان منهم سياسيون ومفكرون وأعضاء برلمانات ومؤرخون ورجال أعمال وحرفة وسكان مدن.

مرة أخرى إن أخطر ظاهرة على الحياة تكمن في تحول الأساطير الدينية إلى أيديولوجيات سياسية،وتأسيس العصبية السياسة عليها،وتكوين الدويلات استناداً إليها. إن ما أطرحه هو المنطقي الواقعي الذي سيكون حتماً .متى وكيف ؟أنا لا أدري.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات