لم تكن هذه الفئة تخالطنا في المقاهي ولكنها ترفع يدها بالتحيّة لنا وإن تجاهلها بعضنا، فالجبن ساعتها موزّع توزيعا عادلا بين الناس ! كان هؤلاء -ولا زلت اراهم اليوم ايضا- متعفّفين جدا كمن قام بواجب لا يسأل من ورائه متاع الدنيا فأغلبهم يكتفون منها بما يقيم الأود من مأكل وما يستر الواحد من ألبسة وما يظلل

في شارع الولايات المتحدة يحرك عقل 25 بمهارة محرك الدمى او لاعب الشطرنج خيوطه او احجاره في ايقاع وظيفي متميز يضمن فيه استمرار الوظيفيين في اداء وظائفهم لكن بقضم قدرات بعضهم بعضا حتى لا يتحدوا في جبهة "فاشوظيفية" واحدة مثلما كان الامر قبل 25 ويضمن فيه استمرار العائق الاصلي امام استعادة المسار وهو تموق

في عهد سي مختار الطريفي يا بسام كانت الرابطة هي "حاج كلوف المناضل" الذي يبحث عن المقهورين قبل ان يصلوا الى مقر الرابطة ...لم يكن سي مختار يعتبر الرابطة مكتب محاماة يأتيه طالب الشكاية ليطلب دفاعها ...كانت الرابطة صوت حتى من لا ينطق ليحتج من اجل نفسه...كانت تكتب بيانها في نصرة المقموع حتى قبل ان تعرف

السّؤال الذي يخامرني الآن هو : كم هناك من "بُرني" في هذا الوطن كفَر بالثورة حينما لم يأتي "خيرُها" و إستبشر خيرًا بإنقلاب سعيّد و لا يزال يحدوه أمل أن "ترخُص البطاطا"؟

… لكننا نعرف ايضا ان الرغبة في استئصال الخوانجية او الرغبة في ان لا يكون سقوط الانقلاب قريبا لصالحهم لا تبرر المغامرة بسمعة الاتحاد و دوره الوطني الديمقراطي فنضع منظمة عاشور ( الذي تمرد على الاستبداد و ناصر الديمقراطية ) الى جانب الانقلابيين امام " انظار العالم الحر و اصدقاء "النقابات الحرة " .

قلنا من اليوم الاول للانقلاب ان مَثَل الانقلاب ومسانديه هو كمثِلِ سارح خالته، وان صراعهم سينفجر قريبا، واليكم خارطة الشّهاوي التي علّقها كل فريق على الاخر…

…هذا الهوس من طرف الرئيس باستعمال العسكر أو مغازلته لحسم المعركة السياسية سيجرّ البلد إلى دائرة العنف التي ستنتهي إلى حرب أهلية..