كان هذا عنوان مقال كتبه هشام جعيط في مجلة "اليوم السابع" الفلسطينية/العربية أواخر الثمانينات. اليوم يعود سؤال الجامعة بسبب ما يسميه البعض "غياب الحركة الطلابية التونسية"
في عالمنا العربي يبدو الامر وكأنه تدبير ممنهج باسم "الشباب" و " الشعب " و " الصعود الشاهق في التاريخ " لتجريف كل مقومات الحداثة السياسية للعودة نحو التسلط الاستبدادي .
من الظواهر الجديرة بالتحليل، والتي صاحبت وصول الأخ القائد المفدّى قيس سعيّد إلى سدة الرئاسة، يمكن ان نسميها ب"البهلوانية السياسية"، …
نحن أمام معارضتين بسقفين مختلفين: معارضة وظيفيّة بقيادة الاتحاد ومعارضة ديمقراطية بقيادة الجبهة مثلما سطّر الأخ الرفيق حبيب. وقد تتفقان في أنّه لم يبق أحد مع قيس سعيّد، ولكن سؤال المعارضة الديمقراطية هو : من بقي مع الديمقراطية؟
وأكثر ما أرهقهم تشديد الحشد المواطني على علاقة الانقلاب بفرنسا. فكان شعار "France dégage" قاطعا مزلزلا. ولم تبخل الحشود على تذكير المنقلب بهذه العلاقة فمنحته لقبا جديدا هو "بوّاس الأكتاف".
بين يومي 18 و26 سبتمبر/ أيلول تغيرت الشعارات المرفوعة فبين المطالبة بعودة البرلمان (المؤسسة الشرعية)، والمطالبة بعزل الرئيس (مطلب ثوري) يمكننا القول بتقدم الحراك على طريق التجذير ورفع السقف السياسي وهو تغير منذر بفشل لا بنجاح.
انتهت الانتخابات التشريعية في الجزائر ، ولم تحدث تلك الرجة المتوقعة في الساحة السياسية المحلية والدولية ، وهذا أول دليل على هشاشتها شكلا ومضمونا ، فهي جاءت لاحتواء الحراك وليس استجابة لمطالبه …
Les Semeurs.tn الزُّرّاع