وفيما بين الوقائع والظلال يعود مشروع الشرق الأوسط الجديد برمزه المرئي وهو حاملات الطائرات الأمريكية، وقد يبرز أكثر عندما تضع الحرب أوزارها في سياق عالم ينزع إلى تعدد الأقطاب

وما يهمنا في السياق الراهن هو الإجابة على سؤال: ما هي حظوظ الحكومة الجديدة المرتقبة برئاسة السيد الحشاني في إنقاذ البلاد من أزمتها وهي تعاني من ابتزاز الفرنسيين الساعين بكل جهدهم لحل أزماتهم الاجتماعية (…) والاقتصادية (…)؟ وقديما قيل "عريان يسلب في ميت" أو بالأحرى طماع جشع لا يشبع من سرقة قوت الفقرا

...كان هناك شيء يشبه السحر الأسود. كأنّ أحدا وضع لشعب بأكمله خلطة عجيبة من أوهام وقال له: اشرب. وشربنا. شربنا الأوهام ورقصنا. ويبدو أنّ غاية السّحرة بلوغ اتّفاق مثل هذا.لا شكّ أنّهم يهنّؤون بعضهم البعض الآن. وسيقول أحفادنا يوما إنّنا كنّا ضحيّة السّحر الأسود. وسيتّهموننا بالخضوع. لا أعتقد أنّهم سيصف

هكذا يضعنا الانقلاب أمام أنفسنا لندرك أنّها كانت بناءات ديمقراطية دون قاعدة ديمقراطيّة ودون جرأة ديمقراطيّة ودون " روح " ديمقراطيّة لمجموعة بشريّة تهون لديها الديمقراطية ولا تهون قبضة البوليس، لأنّها في تمثّلها العميق للحكم لا تراه إلّا متجسّدا في فرد قويّ بالأجهزة يملك مفاتيح العالم.

نتبع في السلوكات، وتموقع الأشخاص والمجموعات، وقاعد نشوف في أنو ما عدا بعض الفولكلور اليسراوي، إلي ماعندو حتى ثقل وحتى قدرة على الاستمرار، فإن القوى الاجتماعية القديمة إلي حكمت البلاد أكثر من خمسين عام، هي إلي قاعدة تعيد التموقع، وتسيطر فعليا، بغض النظر عن كل مراسيم قيس سعيد ونواياه وبرامجو.

ان تكييف ضعف المشاركة في الانتخابات التشريعية بأنه عزوف في اطار ظاهرة عالمية يعني ان هذا الضعف عام في جميع الدول خاصة منها التي اوّلا تتبنّى الديمقراطية التمثيلية التعددية التي يعتبرها عبيد البريكي ازمة عالمية و لم تعد تستقطب الشباب و ثانيا يقوم نظامها على انتخابات حرة نتائجها غير معلومة مسبقا مثل

…وحتى العنصرية أصبحت سياسة حكم رغم التكذيبات الكاذبة…مما زاد في تشليك البلاد…وفي العالم كله إلي هذا يدلو بدلوه ويوري في بلاد ثورة الحرية والكرامة بالصبع…ويتخذ في قرارات ضد تونس… يعني مصائب كبرى هابطة علينا من كل حدب وصوب …وعمرها ما صارت منذ استقلال تونس..وحتى قبل…