نظن يقينا أن الأحزاب الإسلامية لو قدر لها أن تحكم (وهي مطاردة دوما) ستجد نفسها في نفس الوضع التي وجدت فيه الأنظمة العربية نفسها لحظة الاستقلال. لقد طاوعت تلك الدول الناشئة التيار السائد، مقدمة النجاعة الاقتصادية على سلامة الأسس النظرية أو الفقهية لبناء اقتصادياتها. لم تكن تلك الأنظمة ليبرالية بمحض ا

إنّه " التّيه " الغربيّ الذي يجعله عاجزا عن العودة إلى منابعه الفكريّة والفلسفيّة حيث الحريّة هي الأصل ليصبح في قبضة أنظمته اللّاإنسانيّة التي تطلّ على العالم من قلعتها حذرة من كلّ حركة تحرّر قد تفضي إلى اختراقها أو إيجاد ثقب في جدار النّظام العالمي.

غزة لا يجب ان تكون مقبرة الكونية والانسنية والعقلاتية و الديمقراطية.. بل مشروع مصحّة تعديل تشوهاتها الخلقية لتضميد الجراحات الانسانية التي سببتها خناجر الرأسمالية الكولونيالية وأولها ،هناك، خنجر الصهيونية.. فلا تفقدوا البوصلة!

اليس هناك خطر ان يفهم الطالب انّ استاذه لم يقدر ان يربط بين ما له من علم اقتصاد او حقوق او علوم اجتماعية بالواقع المعاش، بحيث ليس له ان يظيف اليه شيئا ؟

...هو يريد فقط “تكوير” وجودنا الراهن: إدراجنا داخل مساحات “الكرة الأرضية” كما يرسمها، حتى نصبح شعوباً ودولاً وعقولاً في مرماه ما بعد الحديث، بوصفنا مجرّد سوق مفتوحة أو مناطق تبادل حر للإنسان.

كورونا يعيدنا إلى حقيقة بسيطة: الإنسان يجهل نفسه بل ازداد جهلا بها وهو يقف على هذه الحقيقة، بل تصبح الصورة وعظية لاهوتية فأقل الكيانات وجودا وأضعفها بنية يهدد أقواها فيلجئه إلى كهفه عاجزا مقهورا. فهل يرعوي؟

كورونا عرت البدائي في الإنسان الحديث.. لقد أخرجت الذئب الذي التحف الحرير تحت مسمى الحداثة. القائلون بالقرية الكونية أو الذين دفعونا إليها أعادونا إلى بدائيتنا، فلا نحن متمدنون ولا نحن إخوة في كون واحد موحد متعايش. وصناع المرض تجار الدواء يعيشون من بدائيتنا أكثر مما يعيشون من تمدننا.