وما نتسرّعوش في مسألة الإنسياق خلف المهبّلة…

طيّب هاكم خرجتو وجيتو تظاهرتو في شارع الحبيب بورقيبة وروّحت بيكم الكيران لجهاتكم وإنشالله تكونو وصلتو سلامات ويظهرلي رسالتكم وصلت.. إذا كان فهمناكم مليح :

الفكرة الأولى: إنتوما "تحبو قيس سعيد وما عشقتو الإنجازات"، هاذي واضحة، لا محالة تذكّرني بشعار سمعتو قبل ولكن لا علينا في ذكره حاليا لتفادي النعرات والفتنة..

الفكرة الثانية: هي أنكم ضد التدخّل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، و هذا تقريبا جوهر الموضوع..

طيّب ميسالش خلّينا نقرّبو وجهات النظر متاعنا في المسألة الثانية خاطر في الأولى ماناش باش نتفاهمو.. نحنا كيما هاك الجمعيّة إلي تلبس بالأحمر والأصفر، نحبّو التيتروات ونحبو الرئيس إلي يجيب لتونس الإنجازات، سواء كان قيس ولا عمر ولا صالح ولا بلقاسم، العبرة بالنتائج.. الحب هكاكة في المطلق من غير أسباب ملموسة صعيب نشاركوكم فيه، ولكن إنتوما أحرار طبعا.. الواحد ينجم يحب أولادو من غير شروط، يحب أمو، يحب بوه، يحب شخص عندو معاه علاقة حميمية، أما باش يحب رئيس يلزم بالعقل يكون فما منجز ويكون فما معطيات موضوعية ماكانش دخلنا في باب الهبال والتخضريط.. يلا، للناس فيما يعشقون مذاهب، لا علينا..

نجيو توة للرسمي: حكاية التدخّل الأجنبي.. هنا يظهرلي إنّجمو نقربو لبعضنا، على خاطر عكس ما قد تعتقدون، نحنا أيضا كيفكم، ضد التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، وماذا بينا نكونو دولة ذات سيادة وعندها كلمة مسموعة ومحترمة من القوى الكبرى وتدافع على مصالحنا نحنا، أولادها وبناتها، قبل كل شيء..

هاني مانيش باش نكون مشاكس ومانيش باش نحكي معاكم على كل الوضعيات إلي من الواضح أنّ الخارج أو الأجنبي هو إلي تدخّل فيها لكي يوجّه سياسات الدولة، وكانت السيادة وقتها، وقت الفعل، مجرد شعار نجبدوه وقت يتعلق الأمر بالتنكيل بمراد الزغيدي مثلا أو غيره من المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.. خليّنا ننساو هذا الكل ونكونو إيجابيّين ونحكيو على النقاط التي يمكن أن نلتقي حولها كأبناء وطن واحد..

نحنا أيضا كما قلت ضد التدخل الأجبني، ولكن يا حبايبي يا حلوين، راهو التدخّل الأجنبي نحكيو عليه مثلا لمّا يكون يمثّل مشكل حقيقي أو قاعد يعطّل في مصالح البلاد.. مثلا نحكيو على تدخّل أجنبي لما يكون عندنا برنامج نووي مدني باش يربّحنا في الطاقة الكهربائية المجانية للجميع وفجأة يجي دونالد ترامب ويقول المشروع هذا ما نحبّوش يصير.. وقتها يولّي فما مشكل حقيقي و بكلنا نخرجو معاكم في مظاهرة نسبّو له الراطسة متاع والديه.. انجمو أيضا نحكيو على التدخّل الأجنبي لمّا تكون إنتي مثلا مثلا يعني، قاعد تبني في قنطرة عملاقة بين تونس وجنوب إيطاليا وتجي مالطا تقلّك وقف الشانطي حتى نثبّتو في رخصة البناء.. وقتها الناس الكل معاك ونقولو لمالطا إستكفي بروحك آش دخلك فينا؟ لكن في الواقع متاعنا الحالي، وين بالضبط هالتدخّل الأجنبي إلي قاعد يقلّق فيكم ويعطّل في مصالح البلاد؟

إذا كان مانيش غالط (وميسالش صلّحولي كاني غالط) ما فماش بلاد أجنبية قالت لكم مثلا راهو مشروع الشركات الأهلية إلي تعملو فيه حكاية حولة وما عندها وين توصلكم، ما فماش سفارة قالت لكم مثلا يا كرمبيط سايسو رواحكم في حكاية قانون الشيكات راكم باش تكملو تفلّسو طرف الشركات إلي قعدت تخدم وتقطعولهم رزقهم من غير ما تعطيوهم بديل، ما سمعتش بوزارة خارجية أجنبية على ما أتذكر قالت يا توانسة راهو حكاية الصلح الجزائي و"أفسد رجل أعمال باش يصرف على أفقر معتمدية" راهي حكاية تضحّك وما تجيش وعمرها ما باش تتحقّق.. هل تدخلت اليابان مثلا في ما يسمى بالحرب على إحتكار البطاطا والحملة على مسالك التوزيع ودبّوات البروكلو والقرع الأخضر؟ هل قال رئيس وزراء أستراليا مثلا راهي سياساتكم في مجال الفلاحة باش تهرد قفّة المواطن وباش تخلي كيلو العلوش يوصل بستين دينار؟ لا أتذكر أن هذا حصل.. شنوة مالا "التدخل الخارجي" إلي حصل وأزعجكم لهاته الدرجة؟

إلي حصل أنه "الخارج" تكلّم فقط من خلال بعض مؤسساته الرسمية وبعض وسائل الإعلام متاعه، على بعض المواطنين التوانسة إلي حبّت ماكينة الدولة (إلي تعتبرهم رهائن عندها وأملاكها الخاصة) ترحيهم وتعملهم أكباش فداء للفشل متاع كل سياساتها.. وقتها فما دول كيما الإتحاد الأوروبي تكلمت وقالت أنه مش معقول النظام متاعكم ما يحترمش حقوق الإنسان ويحاكم الناس في محاكمات أصبح العالم بكله يعرف أنها مسخرة..

طيّب، كما قلت منذ قليل، حتى نحنا نحبو الخارج ماعادش يتكلّم على المواضيع هاذي لأننا بصراحة نحبوها ماعادش تصير أصلا، وأسهل حاجة باش ما عادش تصير الإنتهاكات هاذي هي أننا نحنا الكل، نحنا وإنتوما كأبناء الوطن الواحد، نقولو للسلطة رانا ماناش مستعدين نقبلو المزيد من الظلم لحتى واحد منّا حتى كان ماهوش من أصدقائنا، وما نحبوش قضاء متاع تعليمات يخلينا في كل مرة أضحوكة قدام العالم، ونحبو أي شخص عنده أي نوع متاع سلطة يتعامل معانا بإحترام لأننا أسياد في بلادنا وماناش رعايا وعبيد عند حتى حد.. أليس هذا من مصلحتكم أيضا؟ هل يمكن أن تعاونونا في هذا على الأقل؟ هل يمكن تقولو معنا للحاكم متاعكم "من فضلك، حتى كان ما عندكش إنجازات، ماعادش تعتدي على حقوق وحريات الناس"؟ "من فضلك وفر للمواطنين متاعك محاكمات عادلة أمام قضاء مستقل"؟ "من فضلك ماعادش تنكّل بالنساء والأمهات من أجل نشاط سياسي كيما عملت مع سنية الدهماني وعبير موسي وشريفة الرياحي وسعدية مصباح وشيماء عيسى وغيرهن"؟

هل ممكن أن تطالبو حبيبتكم السلطة بأن تكون إنسانيّة ولو قليلا، باش ماعادش حتى حد من الخارج يتدخّل ويذكّرها بأنها تمارس في تصرّفات لم تعد مقبولة في العالم إلي نعيشو فيه؟ أليس هذا من المسائل إلي انجمو نعاونو فيها بعضنا باش نحميو بلادنا من التدخل الأجنبي؟ موش خير كيف نحنا بين بعضنا كتوانسة نوليو نحترمو حقوق بعضنا وماعادش نظلمو بعضنا وماعادش نلفقو قضايا لبعضنا وماعادش نستعملو مؤسسات الدولة إلي هي متاعنا الكل باش نحاربو بعضنا ونواجهو الرأي المختلف بالحبس، والفكرة إلي ما تعجبناش بالمرسوم التعيس، والصوت إلي يزعجنا بقضاء "تبكي أمو وما تبكيش أمّي"؟؟ موش يكون أسهل أننا نحترمو بعضنا حتى نفرض إحترام "الخارج" لنا جميعا؟

ثم بصراحة يعني، هل تعتقدون فعلا أن هذا "الخارج"، المرة الجاية كيف باش يجي يعطي رأيو ولا "يتدخّل" في مسائل كيما هاذي، باش يحشم لما يتذكر مسيرة البنادريّة إلي عملتوها اليوم؟ زعمة دونالد ترامب باش يقول سيّب عليّا ما نتدخّلش في الشأن الداخلي متاع التوانسة لا يعاود هاك المواطن التونسي يهبط يتبلحط في الكيّاس مرة أخرى؟ زعمة البرلمان الأوروبي كيف باش يجي يهبط بيان المرة الجاية حول وضعية الحريات في تونس باش يقول سيّب علينا لا تتغشّش المدوّنة بثينة والمدوّنة منجيّة جلابط ويغضب علينا نزار الداكس وبلاتو قناة التاسعة المتحيّلة الحقيرة؟ يعني ماكمش حاسّين إلي التهريج إلي تعملو فيه راهو ما فما حتى حد عاطيه أهميّة خارج الزوز ميترو طبعة وعجاج إلي تعيشو فيهم؟

على فكرة راهي الدول إلي تعمللكم في "التدخل الخارجي" هي دول إنتوما إلي كذبتو عليها و بعتو لها أنفسكم على أساس أنكم مهد الربيع العربي ودولة باش تولي ديمقراطية و تحترم حقوق الإنسان، وهوما صدقوكم وعلى هذا الأساس أعطاوكم فلوسهم لمدة سنوات وسنوات ومازالو يعطيو فيكم لليوم وغدوة، وصرفو عليكم المليارات من أموال دافعي الضرائب الأوروبيين إلي شعرهم أصفر وعينيهم زرق ويقراو بين 13 و 15 كتاب في العام، وهي فلوس قبضتوها بكل سرور على أساس باش تستعملوها في إصلاح المنظومة الأمنية وتطوير القضاء ودعم إستقلاليته ورقمنة الإدارة وكل ما يتعلّق بالإنتقال ببلادكم من زريبة متاع زوايل يحكم فيها رجل واحد بالحديد والنار إلى بلد ديمقراطي محترم صفّق له نواب الكونغرس الأمريكي ووقفو إحتراما لثورته من أجل الحريّة.. نتصور كان اليوم نفس أعضاء الكونغرس يشوفو فيديو الراجل إلي يتبربص في التراب من قوة الطحين، فإنهم دون تردد باش يطلبو من ترامب يفعّل الفصل ثمانين ويحوّل مقر الكونغرس لصالة أفراح..

طبعا تنجمو اليوم تتعنطزو وتهزو خشوماتكم على "الخارج" وتڨدموه في فلوسه كيما تعمل قناة التاسعة المتحيّلة الحقيرة مع الناس إلي يخدمو معاها، لكن هذا من ناحية يجعل منّا شعب خرشي قلاّب ما يراش بالمعروف وسمعتو خايبة بين الشعوب، ومن ناحية أخرى راهو ما يعجبك في الدهر كان طولو، و"الجبال ما تتلاڨى والشعوب تتلاڨى"، و جائحة الكورونا مازالت في البال، وبكلنا نتذكرو وقت إلي دولتكم العزيزة هاذي خلاّتكم تموتو كي الذبّان وما خسرتش عليكم فرنك باش تشريلكم التلاقيح، في الآخر ما جاكم التلقيح ومنعتو كان بفضل الكرم والسخاء متاع الدول المانحة إلي عطاتكم التلاقيح بلاش وبعثت لكم طائرات بالمعدات متاع الأوكسيجين باش ما تموتوش على قارعة الطريق أمام مستشفياتكم المفلسة.. أقول هذا لا من باب جلد الذات وإنما فقط باش ما نغلطوش و نعرفو مكانتنا عند الدولة متاعنا ومكانتنا في العالم وما نتسرّعوش في مسألة الإنسياق خلف المهبّلة والإستجعاب على خلق الله.. هذا إلّي عندي وإنتوما دليلكم ملك..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات