لأن التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم

لأن التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم ولأن مسار العدالة الانتقالية انتهى الى الفراغ ولأنه لابد من عدالة ولو في الخطاب كتبت "المغتصبون" وجعلت الفاعل والمفعول به يشتركان في الرسم فلا يقرأ العنوان الا بصريا ولا ينحسر البصر عن مشاهد تحول الفاعل إلى مفعول به من جنس فعلها على يد ضحيته .

المغتصَبون كثر والمغتصِبون أكثر لكن الفاعل بحكم السلطة في الأدب والسياسة والثقافة يتمدد في الاغتصاب مستفيدا من صمت المفعول به فيغتصب المعنى في النص ويغتصب العدل في الحكم ويغتصب القيمة في الثقافة ويغتصب الروح تحت العصا ويمشي وكأن ليس بعده شىء .

لكن محمد التونسي قلب ظهر المجن عرى النص والعصا والحكم بيد الفاعل المغتصب القديم فكانت المغتصبون قصة عجبا لا تسألني عن تفاصيلها حتى يحدث لك الكتاب إذا وصلك بين يديك منها ذكرا.

و لأنني لا أصبر مثلكم على هذا سأمدكم بخيط من الرواية إنها تنطلق من قصة الأسرة التي سجن منها الوالدان واغتصب الجلادون بعدهما ابنتهما ذات الاثني عشر ربيعا أمام شقيقيها فجن الأول وانحرف الآخر وماتت الأم بعد خروجها من السجن إذ لم تتحمل الصدمة .

وقد تفرعت عنها قضايا كثيرة بعضها يهم أسلوبي في الكتابة .

الرواية عن دار ميسلون للنشر وهذا عملي الثاني معها بعد كتابي الدعاء والسياسة أما دور النشر التونسية فقد تركتها تناقش أزمة غلاء الورق لأني أرفض أن أدفع لأنشر عصارة فكري في مجلة محكمة ولا أدفع لناشر لينشر لي خلاصة روحي في رواية فهم الذين يتحتم عليهم أن يدفعوا لي لأني أنا من يكتب و أنا من يكتوي بنار الكتابة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
المهدي بن حميدة
10/05/2023 09:38
بوركت وبورك في عملك