في تونس، احتاج "المعارضون" للانقلاب أربع سنوات وأربعة أشهر كاملة لينجزوا أول تحرّك شبه مشترك بينهم!
وأتخيل مصير من بنى وجوده وفعله على مطاردة التيار الإسلامي عامة و"النهضة" خاصة ماذا يبقى له ليفعله في صورة اختفاء العدو من المعركة؟
إن الحرص اليساري على إبقاء المعارك السياسية عند نقطة إقصاء الإسلاميين، يعطل كل مطالب الثورة والانتقال الديمقراطي، ولكنه يعطل أيضًا تطور اليسار ويمنع تحوله إلى قوة اقتراح وبناء ضمن ديمقراطية تعددية، فيها للإسلاميين موقع وشراكة.
انتخابات 2019 مرحلة أخرى من التيه؛ يقودها الفاسدون ورثة الفاسدين، ولا عزاء لصفوف الحداثة التي عاشت من إقصاء الإسلاميين ولم تبدع أية قدرة على محاورتهم، وفضلت دوما خدمة المنظومة بمقابل رخيص.
في احتفاليات الثورة يواصل الجميع التغني بنقائه الثوري، فيما الشارع يرى مظاهر الفساد تتسرب إلى الأحزاب والقوى "الثورية". وما زال الصراع يدور حول كيف نقصي لا كيف نتعاون، وهنا بالذات تنعدم الثقة في المستقبل.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع