في زمن تتقاطع فيه المصالح وتتشابك فيه التحالفات، تظل القضية الفلسطينية في وجدان المغاربة قضية لا تقبل المساومة، ولا تخضع لتقلبات السياسة الدولية. فمنذ عقود، والمغرب، ملكاً، وقيادة، وشعباً، يضع فلسطين في قلب أولوياته

أنا و أنت و نحن، من نملك رفاهيّة الثرثرة، و راحة الجلوس على كراسينا في مقاهينا أو مكاتبنا أو غرفنا الدّافئة تحت سقف يحمينا زمهرير الشتاء و في بيوت تقينا عواصفه،

هَزُلت.. بلغ الإسفاف لدى الأنظمة العربية المتصهينة شأواً تجاوز درك المهانة بكثيرٍ وأوغل قغط بأصحابه في حضيض العار.. تجلياته الدونية أخذت مظاهر كاريكاتورية مخزية أذلَّت شعوبها وثلمت وجدان أمة بكاملها..

منذ تدشين الحديث عن مستقبل غزة من قبل الكيان وشركائه في العدوان، كان ردّ المقاومة في غاية الوضوح والجذرية. وهو أنّ غزة لأهلها. وأنّ الحديث عن مستقبل غزة قبل إيقاف العدوان هو جزء من الحرب على غزّة.

إنّ غالبية نجوم الشام كاد يغمى عليهم من شدّة الفرح لأنهم في ربوع «مملكة الخير» وتحديداً في بلاط «بوناصر» مهندس الترفيه والراعي الحصري لموجات «الانحطاط». كلنا يتذكّر الفيديو الذي أطلّ فيه ليحفّزنا على الشراء من إحدى سلسلات المطاعم الداعمة للصهيونية، كنوع من الرد السفيه على حملات المقاطعة التي انطلقت

.غزّة الشّهيدة تصّاعد مسلخا فرجويا معولما لم يره العالم من قبل يُذبح على عتباته على مدار السّاعة الهدّج والأطفال والنّساء والعجّز زرافات و وحدان جسور الطّائرات الحربية بين الغرب وتل أبيب تُفرغ كلّ يوم عتادها السّاحق على غزّة الصّامد

عندما بدأت علامات استقرار النظام الصهيوني تتجلى للعيان في الستينات كانت تنظيرات اليسار في القضية مبنية على وحدة الطبقة العاملة العالمية (اخلاصا لمبدا او شعار يا عمال العالم اتحدوا) لذلك لم يجد محمود درويش الشيوعي التقدمي وشلة شعراء فلسطين من جيله غضاضة في الانتماء الى حزب ركاح الصهيوني …