الاغتصاب من التنشئة الاجتماعية إلى صناعة وحش يهدد الإنسانية…

Photo

أصبحت عمليات الإغتصاب في تونس تتصدر العناوين الصحفية ومادة إعلامية تثير وتستقطب الشارع التونسي يتفاعل معها المواطن إيجابياً من أجل التعامل بجدية وبصرامة مع مسألة ومعضلة ومفهوم التنشئة الاجتماعية لطفل والعمل على حماية فلذات أكبادهم دون الحد من حريتهم. لأننا نعيش في زمن يمر فيه اليوم بدون إستحالة وقوع عملية إغتصاب، فحسب إحصائيات وحدة إنجاد الطب الشرعي في تونس وقعت 800 عملية عملية إغتصاب بين 2019 و 2020 أي بمعدل ثلاث عمليات تحويل وجهة في اليوم، و المفزع أن المغتصب أصبح يتفنن في إختيار الضحية ويبتكر أساليب جنسية شاذة لا يقوى عليها الجماد و لا الحيوانات.

فاليوم 11 أكتوبر 2020 في ولاية سوسة تم القبض على كهل بصدد إغتصاب طفل داخل سيارته بموقف السيارات ومن منا ينسى فاجعة إغتصاب الفتاة رحمة صاحبة 24سنة التي تعتبر النقطة التي افاضت وأججت الرأي العام وتابع المواطن التونسي تفاصيل هذه الحادثة عن كثب حتى أصبحت الخبز اليومي لمدة أسبوع كامل. ومع مرور 7 أيام بالتمام وبجمال هذه الأرض اليائسة طرأت إلى مسامعنا حادثة أشنع من سابقتها رغم ان عمليات تحويل الوجهة متشابهات في سلم الجرم وفي جبن الفاعل، تتمثل في إغتصاب طفلة السبعة أعوام من قبل صاحب 45 سنة.

ولم يحل غسق اليوم التالي حتى طرأ الى مسامعنا عبر وسائل الإعلام عملية إغتصاب شنيعة بالجارة الجزائر نگل بالضحية فهي عملية إجرامية مشابهة لما حدث لملاك تونس رحمة. وطوت الأيام صفحتين من مجلدها أي بعد 48 ساعة بالتمام والكامل حتى إشتم الشرفاء العار يفوح من فم تونس العجوزة بسبب (أبنائها) العاقين.

”كهل 65 يغتصب طفلة مازلت أناميلها لم تبزغ في شمس هذه البسيطة “

كل هذا دون التطرق الى التحرش الذي أصبح بمثابة فاكهة الوجود للمذنب و المتحرش و بمثابة الزقوم الذي تطعمه و تأكله الضحية كلما تتضايق في وسائل النقل العمومي و في التاكسي الفردي و في الشوارع النائية و في الحانات و ربما أمام المساجد و الكنائس من قبل شرذمة من الأفراد المكرسة لمبدأ فرويد ؛ ” الجنس يفسر كل شيئ “ و الغريب أننا أصبحنا نشاهد مشاهد التحرش في مقاطع فايسبوكية مباشرة وهي جرأةٌ لم نشهد لها مثيل فجرأة المتحرش وصلت إلى حد إكتساح العقد الأخلاقي عبر فضح حرمة الأجساد دون علم للضحية و ثانيا جرأةٌ بركل قوة القانون على حائط الفايسبوك و ثالثا انها جرأةٌ الإفتخار بالتحرش !!!!

أين قوة القانون؟ متى تبسط العدالة عظلاتها على هذه الأرض؟ لماذا دائما يبحث الآخر عن طرق وسبل لإيذاء الآخر؟ فكل مغتصب حول وجهة فتاة أو صبي او حتى راشد داخل السجون أو في أحضان الجامعة أو خارج أسوارها في الغابات المحيطة بها، في باطن الحقيقة هو عبر على تطفل الذات التي لا نسب لها ولا وطن يستقبلها تلك الذات التي طردت من دار الفضيلة ومن وطن الأخيار كما طردوا أسلافنا بسبب سلوكهم الخارق والمارق عن المثل.

فالذات أو السلوك الملدوغ بسم الثعابين المتطفلة على أخلاقيات المجتمع ما إنفكت تبحث عن حاضنة تأويها لكي تجد ظالتها في القليل من يقاسموننا اليوم نتعامل معهم كما تعامل بائع الخظر مع من إغتصب أقحوانة البنات رحمة و للأسف بائع الخظر ليس له قدرة ربانية لفك ما يوجد في الصدور و لا أنا و لا أنت و لا حتى ” ألفريد إدلر ” لو يضطجع من القبر بعد مماته و يشخص حالته النفسية لن يفهم ما يدور في سلة مهملات المغتصب أي في عقله لأنه غامض الملامح و ليست له القدرة على تشكيل علاقة إجتماعية عاطفية بسيطة مع الجنس الآخر فما أحوجه إلى علاقة جنسية طبيعية تكون متنفس لذاته الفاضلة و خانقة للذات الشاذة.

في المقابل نجده يناظر و يلتهم الفتيات من فوق التل في مرحلة أولى عن بعد يصطادهم بالعيون الحاقدة يجسدهم يرسمهم بعنف في مجموعة من الصور الخيالية يستمني كالكلاب بجانب العمود ليتحول ذالك المشهد الخيالي الى عادة ليصبح آلة منتجة للعنف يقوم بتعنيف جسده من أجل الوصول الى ( الإكستازي ) ليصبح العنف بمختلف أنواعه بمثابة العقيدة المقدسة التي تحوله الى كائن مغترب في محيطه لا يقوى على النظر لا لنفسه في المرآة و لا لأعين الآخرين لأنه في حقيقة الأمر يحتقر كيانه و أفكاره و مستواه بفعل مفعول الكبت المصنوع داخل الهرمونات فيجعله بدون ثقة ليعيش في حالة من الإغتراب و الغبن الإجتماعي كالخفاش ليلا يصطاد فريسة بين الفينة و الليلة فتبدأ قصة الإجرام عادة بسلب ممتلاكات الآخرين لأنه يحمل مبدأ ” من حقي ان امتلك ملك غيري حتى يتسنى لنا العيش في كنف المساواة الإجتماعية “ فتنمو وتيرة و شهوة الإجرام وصولا الى القتل و الاغتصاب و التنكيل بالضحية بسبب غياب قوة القانون لأن تونس العجوزة لم تعد قادرة على السيطرة على ( الأبناء) العاقين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات