تُونِسُ مازِلْت تعيّش في الذَّاكِرَةُ....

إن تصريح السفير الألماني بتونس بيتر روغل قبل آيام، يجرنا بكل أدوات الجر من الأذن بقوة لنستمع و نسترجع ذكريات الماضي القريب و الأليم للإيالة التونسية، التي كانت مغطات بالجبة #الحسينية و الحية مصطفى خزندار لعلنا نتعض قبل سدول الآوان و الحلول. (

فقد عبر السفير الألماني الحالي عن قلقه بخصوص الأزمة السياسية و الإقتصادية التي تمر بها تونس.... ). هذا التصريح، هو نسخة مطابقة لخطاب المستشار البروسي ( ألمانيا ) أوتو فون بسمارك في مؤتمر برلين 1879 عندما وهب و خول لفرنسا الحماية الدولية لغرس سكاكينها في سكان الإيالة، و توجيه البنادق في افواه الغلابة، بمصادقة و بمباركة إنجليزية نظرا لطمعهم في جزر قبرص.

و غضب إيطالي، بإعتبار ان القياصرة يعتبرون تونس ملكية تاريخية، و لا يجوز لبلاد الفرنجة و وليغويريين ( السكان الأصليين للقبائل الفرنسية ) إستعمار مطمورة روما... السفير الرومي صرح قبل أيام قليلة، أن إيطاليا ستوجه دعوة لتونس لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة 20 في جوان 2021…

و ما أشبه اليوم بالأيام الخوالي، فهذه الدعوة تستدعي في ذاكرتي : تاريخ 11 ماي 1978 عندما سافر اللقيط الفاتق الناطق مصطفى بن إسماعيل إلى إيطاليا، بدعوة رسمية من الملك أومبيرتو الأول من أجل ( ترويم ) الوضيع بن إسماعيل، ليمدهم بمفاتيح أبواب البلاد و لقطع الطريق على الفرنسيين. بتوشيح أدواجه بالوشاح الأكبر للتاج الملكي الإيطالي كعربون....

و كم من دولة و بنك في تلك الفترة الحالكة التي تشبه سواد هذه الآيام، قدم لتونس عربون أو قرض لفك عزلتها الإقتصادية، و مساعدتها على إخراج الشعب البئيس من ڨمبيطة الخراء..... و لكن تلك الأموال وزعت و سرقت و تناثرت قبل وصولها إلى خزائن الدولة ( مثلما يحصل الآن ) سرقات قادها و أشرف عليها مصطفى خزندار اليوناني و مصطفى بن إسماعيل اليهودي و نسيم شمامة اليهودي خزان البلاد و إلياس الموصلي مستشار وزير الخارجية.

و هذا ما وسع حلبة الإحتجاج الدولي على رأسهم بنك روتشيلد و البارون ديرلانجي، لإستراد أموالهم فتكونت لجنة مالية دولية بقيادة الفرنسي فيكتور فيلي لتنقيب دفاتر المالية، و جرد حسابات الإيالة التونسية في 1869 فأصبح كل تونسي لا يدخلون للمرحاض إلا و يتم إستشارة الكوميسيون الدولي مثلما يفعل الآن الفاعلين السياسيين في 2020 مع البنك الدولي. .

هذا الأخير الذي نجد الضعيفة تونس داخل صالوناته تترنح و ترقص أمام موزعوا الأكسيجين و أصحاب القرارات لعلهم ( يرشقون ) عليها بعض من البقاشيش فتنادي لي جسد رخيص، و جار على اليمين نفيس و على اليسار أرض فيها ثروات تجعلك ثري. و من هناك يبدأ #الرشق على الضعيفة تونس... فيصل إليها الفتات لأن القطع الثمينة تستحوذ عليها الفرقة الموسيقية مثلما يحدث مع راقصات الخناء و المجون في الكباري الشعبي......

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات