قافلتنا لا تنحني لأنها لحظة وعي و إدراك و نضج و يقضة

يقف المجد على أعتاب قافلة ثابتة الضمير والعهد لنجدة من صمدوا من أجل وطنهم وشرف أرضهم. تطوي السيارات التونسية والجزائرية والليبية الطريق. كأنها خيوط من نور تنسج وتربط وتعيد خياطة الحدود العربية التي مزقها سايكس بيكو.

تونسيون مخمورون بالحياة عهدناهم يرقصون على ألحان النشوة ويتضاحكون بأصوات أعلى من وجع أولئك الأبطال حيث ولد الأولون كيعقوب وإسرائيل ويوسف ويحيى وزكرياء و كبيرهم اليسوع. اليسوع الذي تنبأ بأن تشرق الشمس على قوم الصابرين.

صبيحة 10 جوان 2025، طقس حار كحرارة الأرواح التي رفعت إلى سماء فلسطين شمس ناصعة كنصاعة الحق الذي وعد الله به أولئك الصابرين خرج التونسيون من مركز العاصمة في اتجاه أرض العزة.

حفنة من المواطنين اجتمعوا في مقهى بسيط في حي الإذاعة بلافايات يجمعهم مبدأ " قهوة إكسبراس. " اتفقوا أن يصنعوا التاريخ ويصفعوا العالم صفعة توقظه من نعيم نسيان معاناة شعب اتفقت تيجان الأباطرة على إركاعه ولكنه صامد.

فأي صمود يمتلكه ذلك الوطن؟

ما هي الطاقة التي تنزل بردا وسلاما على سكان تلك المنطقة المجيدة؟

أهي طاقة المسجد الأقصى؟

أم كنيسة القيامة؟

أم صخرة القدس؟

أم بركة اليسوع؟

أم تلك الدماء التي تسقي الصخور ليلا نهارا و دماء لا تذوب في الصخور بل تحيي فتية وطاقة متجددة شرسة متناقلة بينهم تحمل التألق على السواعد؟

كيف لا ودماء زكرياء نزلت هناك وجسد المسيح صلب بعد ليلة خيانته في سنة 30 ميلادي....

وصلت قافلة الصمود إلى صفاقس، ومن ثم إلى قابس، حتى أدرك الشعب التونسي أنه أمام كتابة التاريخ. حتى أغلب التونسيين، أو جلهم، أنهكهم عيد الأضحى وأسعار الخرفان ولم يكونوا يدركون ماهية هذه القافلة... إلى أن وصلتنا الفيديوهات، بداية من صفاقس، وقابس، وبن قردان، وليبيا... وربما مصر في قادم الأيام.

مصر، أرض التاريخ، ولكن ربما ستصبح أرض النسيان و العفن... كيف لا و هي ارض الفراعنة... فكلما تقدمت قافلة الصمود وداس سواقها على مكبح السرعة كلما تسارعت دقات قلب السيسي لأن يوم الامتحان يكرم المرء فيه أو يهان والتاريخ أهان الكثير من المصريين.

فأشرف مروان صهر الرئيس جمال عبد الناصر كان خائنا وجاسوسا صهيونيا وشى بخطة عبد الناصر في اللحظة الصفر الى حكومة غولدا مايير " الأرملة القاسية" وهبة سليم، روحها تدفن الآن في مزبلة التاريخ لأنها خانت مصر.

وأنور السادات وقع اتفاقية كامب ديفيد تلك الاتفاقية التي انحنى فيها أنور السادات لتقبيل قضيب إسرائيل ومن هناك بدأت الانحناءات.

و قافلتنا لا تنحني لأنها لحظة وعي و إدراك و نضج و يقضة و بصيرة و تحفز و ستتحول إلى حالة إستنفار ربما.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات