الرئيس المؤتمن...بغلة العراق...وكوفيد الفساد....

Photo

تونس خالية من الكورونا...صفر حالة محلّية يُسجّلها العدّاد من أسابيع...وبضع حالات عاموديّة وافدة لا يُقاس عليها.... هذا ما أثبتته الإحصائيات ومخابر التّحاليل...وهذا ما أعلنت عنه لجان متابعة الجائحة صلب وزارة الصّحة، وكذلك منضّمة الصّحة العالميّة.... لذلك لم يستقبل رئيسنا وزير الصّحة وطاقمه ليقدّم لهم التّهاني، وليشدّ على أيديهم، وليطبطب على أكتافهم شاكرا مُمتنّا…

تونس خالية من الكورونا...وكذلك خالية من الفساد... الرّئيس أوحى لنا بذلك...والرّئيس أمين ومؤتمن...وعالم وعليم...لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...وفوق ذلك يملك كلّ البيانات والمعطيات…

الرّئيس الذي لم يُكلّف نفسه عناء استقبال وزير الصّحة وطاقمة المُجتهد...استقبل وزير النّقل الذي ينتمي لنفس الحزب الذي ينتمي إليه وزير الصّحة... استقبله، لا لتهنئته ولا لشدّ أزره...لقد كان وزير الصّحة أولى بذلك...ولم يفعل الرّئيس، استعلاءً واستكبارا...لقد استقبله استقبال الباحث المُحقّق...استقبال المعاتب اللاّئم...استقبال المؤنّب المؤدّب....

كيف لا، وقد ارتكبت ابنة الوزير جنحة يتحمّل وزرها والدها الوزير.... سيّارة الوزارة التي ارتكبت بها ابنة الوزير حادث مرور، ظالمة أو مظلومة، هي مال عام...والرّئيس حريص على المال العام...لذلك تابع أطوار القضيّة، من ألفها إلى يائها، بحرص الرّئيس المؤتمن، الذي سيُسأل عن بغلة عثرت بالعراق وتأذّت....

لعلّ الرّئيس سيُسأل وسيُحاسَب عن سيّارة الوزارة وعن بغلة العراق دون باقي المسائل المؤجَّلة إلى يوم الحساب…

لعلّ الرّئيس قضى على كلّ قضايا الفساد المُستشري بالبلاد...فاعتقل الفاسدين والمُهرّبين والهاربين والمُتهرّبين من دفع الضّرائب...واسترجع ميليارات القروض وفوائدها...وجلب المال المنهوب والتّراث المسلوب من بنوك الدّاخل والخارج......وهو الذي يؤكّد في كلّ مناسبة، ودون مناسبة، أن المال المنهوب هو مال الشّعب ويجب أن يعود إلى الشّعب...حتّى توهّمنا أنّنا، بعد حين، سنسبح فوق بركة من الدّراهم المُستحَقّة...دون طمع في دراهم مطر السّماء...أو قروض صندوق النّقد الدّوليّ المشطّة والمشروطة…

الرّئيس المؤتمن، أمّن مصالح الدّولة العليا، وكان حازما وحاسما مع قضيّة تضارب المصالح واستغلال النّفوذ، والتي ترقى إلى جريمة الفساد، التي ارتكبها رئبس وزارئه المدلّل... الرّئيس قضى على كلّ أشكال الفساد.... وصارت تونس خالية من الكوفيد ومن التفوئيد.... ويمكن لشعبها أن ينعم بالبحر، دون خوف من كلّ أشكال العدوى....

فقط، بقيت قضيّة بغلة العراق.... وحادث سيّارة وزير النّقل، عالقة، إلى حين فتح الملفّات، في الوقت المناسب... والملفّات، عادة، تُفتح في الوقت المناسب.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات