كمال الرّياحي والتّطبيع.....

لم أندهش، كما اندهش الآخرون، من احتفاء واحتفال مدير بيت الرّواية كمال الرّياحي بصدور ترجمة لروايته "المشرط" باللّغة العبريّة، واختلاجه فرحا بالمقال المنشور في صحيفة "يدعوت أحرنوت" النّاطقة باسم جيش الكيان الصّهيوني، يُشيد فيه صاحب المقال صديق الرّوائي بالرّواية وكاتبها.....

صحيح أنّ مترجمة الرّواية هي الكاتبة "ريم غنايم"، فلسطينيّة من الدّاخل الإسرائيلي....ولكنّها متشدّدة لإسرائيل أكثر من الإسرائيليّين أنفسهم، ومروّجة بشدّة لمسار التّطبيع، وناقمة على المقاطعة والمُقاطعين....

أعود لمدير بيت الرّواية "كمال الرّياحي"....

أذكر أنّه نشر أكثر من مرّة تدوينات يُشيد فيها بتناول الصّحافة الصّهيونيّة لأعماله....كان ذلك قبل الثّورة، أي قبل سنة 2011....تعجّبتُ حينها من جرعة جٌرأته الزّائدة، وبتشدّقه الوقح، ونشره لصور من أغلفة الصّحف الصّهيونيّة النّاشرة لمقالات عن أعماله....

كان "صديقي" في هذا المنبر الإفتراضيّ.....ولأنّ تيّار التّحاور والتّشاور مقطوع بيني وبينه، بعل العلاقة السّطحيّة التي تربطني به والتي لم تتعدّ ما تُمرّره صفحة استقبالي من منشوراته الإباحيّة المُبتذلة، التي كان يتسلّى بها في بيته الفايسبوكي...لذلك كان التجائي لكتابة تدوينات إيحائيّة مُلمّحة هو سبيلي لفضحه وللتّنديد به وبما ينشر.....

قرأتُ له، إثر العدوان الصّهيوني الغاشم على غزّة، تدوينة ينتقد فيها بشدّة المتعاطفين مع المقاومة الفلسطينيّة والدّاعمين لها.....قال في تدوينته ما معناه " دعوا فلسطين للفلسطينيّين ولا تتدخّلوا في شأنهم...لقد اختاروا مسار التّفاوض والسّلام....فلا تكونوا فلسطينيّين أكثر من الفلسطينيّين"....

حينها اقتنعتُ بأنّ الرّجل يبحث عن منفذ للتّطبيع.... كان ذلك قبل أن "ينتصب" مديرا على بيت الرّواية....هذا الفضاء الثّقافي العمومي الذي صار يتصرّف فيه كمال الرياحي تصرّف المالك…

حين تولّى بيت الرّواية...قاتل بشدّة من أجل استضافة الكاتب الأرجنتيني الكندي "ألبرتو مانغويل" ابن السّفير الأرجنتيني في دولة الكيان الإسرائيلي.... والمطّلع على المشهد الأدبي يعلم ما أثارته تلك المحاولة من ضجّة، وما سبّبته من خلاف بين جماعة بيت الرّواية ووزارة الثقافة التي رفضت التّكفّل بمصاريف تنقّل وإقامة الكاتب الأرجنتيني الكندي....

أحيانا، لا يكون التّقرّب من إسرائيل وشراء ودّها من خلال ربط علاقة مباشرة بشخصيات إسرائيليّة من داخل حدود إسرائيل....فقد تكون تلك محاولة مكشوفة ومفضوحة للتّطبيع المباشر....وهذا الأمر يتجنّبه المطبّعون المُقنّعون، أولئك الذين يُطبّعون من وراء الكواليس....لذلك يكون تطبيعهم مُغلّفا وملفوفا في ورق سيلوفان شفّاف بشخصيات مُقرّبة من إسرائيل، أو من ربائبها....ولإسرائيل طبعا عيونا ترقب وتُسجّل.....

في هذا المجال تندرج استضافة ابن السّفير الإسرائيلي السّابق في بيت الرّواية.....استضافة أبعد ما تكون عن البراءة وحسن النّية....إنّها محاولة خفيّة أو مُعلنة للفت نظر الإسرائيليّين ومن بايعهم......وقد حصل حين غمزت صنّارة التّطبيع المعلن......

وليشرب من يشرب من البحر

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات