هل حقيقة تؤثر هذه المنظارات على الناخبين و الى أي حد ..

Photo

اتاحت لنا المنظارات الجارية حاليا مع المترشحين للانتتخبات الرئاسية وبقطع النظر عن دقتها و جودتها اكتشاف أو اعادة اكتشاف المترشحين بشكل مختزل طبعا كعادة المناظرات و الاختبارات التي تجتث المترشح من السياق العام و مسار حياته وتاريخه الخاص و شبكة تفاعلاته و تضعه أمام امتحان...

لا ادري ما دقة المناظرة في رسم صورة دقيقة وافية عن حقيقة امكانيات الفرد/ المترشح للانتخبات الرئاسية و جدارته في ادارة مرحلة قادمة هي بدورها لا تفصح عن جميع الاختبارات التي سيوضع فيها المترشح / رئيس الجمهورية فقد يخبئ القادم ما لم يتوقع الرئيس وما لم يجب عنه اصلا … هذا التركيز على المترشحين جيد غير انه علينا استحضار ثلاث مسائل :

- هل حقيقة تؤثر هذه المنظارات على الناخبين و الى أي حد .. ما هي النسب المتوقعة مثلا للناخبين الذين اختاروا أو رجحوا من خياراتهم النتخابية العديدة و حسموا الأمر استنادا فقط الى المناظرة؟

- يخيل الى ان التونسيين و في سياق تونسي محض " انهم " لا يتابعون نفس المناظرة فردود افعالهم متباينة على آداء المتشرح الواحد … وهذا يعيدنا الى معظلة التلقي و تعقد القرار الانتخابي … منذ عقود انهارت ثنائية الباعث و المتلقي …التي نظر اليه كلود شانون المهندس وعلم الريضايات الامريكي و هي التي صاغت مقاربة الاشهار و الاعلام لأكثر من عقدين …

الرسالة الواحدة التي يبعث بها المترشح تؤول بطرق مختلفة .. الناخب في هذه الحالة يتلقى رسائل المترشح في المناظرة وفق تكوينه و ميولاته و ذاكرته الانتقائية و جيوب الممانعة النفسية المسبقة التي صاغت صور جاهزة عن المترشح … هل تعتقدون ان يساريا ما قد تشكلت صورته حول مورو سيقتنع به لمجرد ان آداؤه جيد في المناظرة ؟ هل تعتقدون ان اسلاميا ما مثلا له صورة مسبقة حول الرحوي سيغير من قناعاته حوله لمجرد اعجابه به اثناء المناظرة؟ ( مجرد أمثلة بيداغوجية قصوى) …

- الفئات الواسعة من الناخبين قد تكون شكلت خزانا لما يعرف بالناخبين المساندين électeurs supporteurs حيث يكون سلوكهم الانتخابي أقرب الى مساندة الجمهور الرياضي فرقهم المفضلة مع الكثير من التعصب و الحماس .. تذكروا كيف يغضب الجمهور الرياضي على فريقه عند الخسارة مثلا و لكن ما ان يمر بمحنة أو اختبار حتى يهب لنصرته …

جمهور الناخبين هؤلاء غير معني بآداء مترشحيهم المفضلين إلا على القاعدة المفاخرة … مهما ارتكب من اخطاء … سينجده … رئيس حزب قلب تونس قد يكون مرشحا للفوز وهو لم يحضر المناظرة اصلا … وصورته التي تنتشر في اوساط عديدة من الناخبين لا تعني تماما انصاره و قد يهتف " داوني بالتي كانت هي الداء " …. و الله أعلم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات