موليير، راسين ، كورناي : العقلانية والجدلية الفرنسية في فكر الحكيم وكارليل شعاع إيماني يطل من اسكتلندا

لنبدأ بمعرفة الكاتب والأديب المصري الذى لقب برائد المسرح الذهبي والذى نقل الفكر المسرحي العقلاني من فرنسا الي مصر من خلال العديد من أعماله فقد درس في مصر أولًا، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة القانون في الفترة بين 1925–1928.

هناك عاش احتكاكًا مباشرًا بالمسرح الأوروبي، وخاصة المسرح الفرنسي الكلاسيكي والحديث. أما كيف أثّرت دراسته في الخارج على فكره وأسلوبه فقيل أنه أخذ من فرنسا فكرة المسرح العقلي فقبل سفره، كان الأدب العربي يميل للحكي المباشر.

لكن في باريس، اكتشف الحكيم: موليير، راسين، كورناي وهو المسرح الذهني الذي يناقش أفكارًا وليس مجرد أحداث وهذا انعكس تمامًا في أعماله مثل: أهل الكهف، شهرزاد، عودة الروح .

فاذا نظرنا لها نجد أنها كلها أعمال قائمة على الفكرة، الفلسفة، الجدل العقلي… وهذا واضح أنه نتيجة الجو الثقافي الفرنسي. أما في مصر وقتها كان الفن مرتبطًا بالمجتمع فقط…

ولكن في فرنسا رأى الفن كقيمة مستقلة، وهذا زرع عنده قناعة أن الأدب ليس مجرد حكاية، بل بحث فكري وجمالي فأزداد وعيه بالإنسان وصراعاته.

فالحياة في باريس كشفت له جانبًا من الحرية الفردية والصراع الداخلي للإنسان المعاصر وهذا ظهر في أعماله التي تناقش: الحرية، الإرادة، السلطة. باختصار، العلاقة بين الإنسان والقدر.

أما عن التوازن بين الشرق والغرب فعندما رجع إلى مصر ومعه منظور مزدوج عقلانية أوروبية، روح شرق أوسطية ٠ كانت أعمال بنكهة وخفة دم مصرية خاصة الأيدي الناعمة الذى عالج فيها فكرة البرنس المفلس ولكن ليس كنقد للملكية بعد إنتهاء عصرها ولكن من خلال كوميديا تجعلك تتعاطف مع هؤلاء الطبقة فأنا اتفق مع توفيق الحكيم في كثير من رواياته فهو كاتب ادخل فكر وأدب مميز لمصر واستحق فعلا لقب رائد المسرح الذهبي وكان ذو رأيه حر ليس مجاملا للسلطة فكتب رواية عودة الروح فى عهد الملكية وكرمه عبد الناصر عليها في عهده لأنه اعتبرها الهاما لتحرير مصر وقتها ثم كتب عودة الوعي ١٩٧٦ وكانت انتقادا للحكم الناصري ٠ فهو قلم حر لا جدال فيه ولكن قد نختلف في بعض وجهات النظر.

فالمجموعة القصصية على سبيل المثال أرني الله تحتوي على ما يقرب من ١٨ قصة بدأها بقصة أرني الله. المجموعة صدرت ضمن المرحلة التي اتجه فيها الحكيم للتأملات الوجودية والفلسفة الروحية. هي ليس مجرد قصص… هي أسئلة كبيرة في قوالب بسيطة: السؤال عن الله، القدر، المصير، الحيرة، الإيمان، معنى الحياة.

فبدأها بقصة ارني الله عن طفل سأل والده كيف يرى الله أخذ يسأل الي أن انتهى بالأب إلى الجنون ولكني أرى أنه كان ممكن الجواب على الطفل بكلمه واحده دون أن يجن الرجل وهى أن الله ليس كمثله شيء وأن أجسامنا غير مؤهله لرؤية الله كما أن كثير من الأمور الدينية ليس كلها محل العقل بل القلب فتقول الآية وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا .

أما إذا انتقلنا لقصة الشهيد داخل نفس المجموعة فأنا اختلف معه فيها فهو يتناول فكره فلسفية اذا تاب إبليس وأمن بالله ماذا سيحدث ولكن كل المؤسسات الدينية رفضت أن تدخله اليهودية، المسيحية والإسلامية وأنه في نهاية القصة أصبح شهيد لأنه لم يجد يد العون وتطرق فيها لذكر سيدنا جبريل والحديث معه فأنا اعلم أنها فكرة جدلية فلسفية .

ولكن من وجهة نظري الشخصية إنها منطقة محظورة لأنها ثوابت دينية وأن كانت لعبة فلسفية فهي لعبة على أرض حسّاسة :

الحكيم اقترب من منطقة لا ينبغي الاقتراب منها إلا بحذر شديد حتى وأن أراد أن يصنع صدمة فكرية… لأن الآية الكريمة في أول سورة البقرة عقاب من اتبع إبليس فمبال هو نفسه. تقول ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾

وفي آية صريحة يقول إبليس ﴿لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ إلا اذا كان قصد الحكيم فلسفي وهو أن ألا يكون هو الإبليس الحقيقي اللي في القرآن.

وأن كان قصد الحكيم مجازًا وليس عقيدة ولكن أن صح هذا القول لماذا ذكر سيدنا جبريل هنا نرجع لذات النقطة وهى منطقة محظورة فلدين ثوابت خاصة في مسألة إبليس لأنه مصدر الإغواء والفساد في كل الديانات فلا يمكن أن يستخدم في قصة تصوره على أنه ضحيه حتى لا يختلط الأمر على أحدا لأن ليس كل من يقرأ بالضرورة فيلسوف يفهم أنها قد تكون فكره فلسفية جدلية وخاصة أن توفيق الحكيم ليس أي كاتب فأعماله تطرح الي اليوم في مناقشات وتقدم كأعمال درامية فهو رمز للفكر المصري .

أما الشعاع الروحاني من وجهة نظري هو كان للكاتب الإنجليزي الأسكتلندي توماس كارليل فأستشعرت وجوده في بعض من سطور قصص الحكيم خاصة قصة المرأة التي غلبت الشيطان فهو جعل فريضة الحج والتقرب الي الله نوع من المتع الدينية وان ليس المتعة فقط شهوانية .

أما توماس كاريل رغم أنه كان لا يلتزم بأي ديانة حتى المسيحية ولكنه كان يدافع عن الإسلام بفكر المنطق وليس الإيمان به أولًا: توماس كارليل كان يرى أن سيدنا محمد ﷺ نبيًّا وأنه رجل صادق وكتب ذلك بوضوح. في كتابه الشهير "الأبطال وعبادة البطل" وصفه بأنه “عظيم بكل معنى الكلمة”، ورفض تمامًا تشويه صورته في أوروبا.

قال إنه رجل ذو رسالة صادقة وتأثير تاريخي أخلاقي وإنساني. فكان كارليل أول من أنصف حقيقية الإسلام داخل الوسط الأوروبي عندما قال إن تصوير انتشار الإسلام بأنه “بالسيف فقط” هو ظلم وجهل. وإن السيف لا يستطيع أن يجبر الناس على الإيمان، لأن الإيمان شيء داخلي. وإن قوة الإسلام كانت في الفكرة والصدق والنبل، وليست في السلاح.

فهو فهم ونشر فكره إن السيف كان وسيلة دفاعية في عصر كان السلاح لغة العالم كله، وليس وسيلة إجبار الناس على العقيدة.

إذن:

كارليل دافع عن أخلاق النبي ورفض اتهامه بالعنف وقال إن في هذا الوقت لا يمكن الحكم عليه بمعايير عصرنا. وأن استخدام القوة في ذلك الزمن كان جزءًا من “منطق الدولة” وليس “منطق الدعوى

الخلاصة: كارليل احترم النبي محمد ﷺ احترامًا كبيرًا ووصفه بالعظمة والصدق.

كان دفاعه موجّهًا ل أوروبا . لم يمجّد الحرب، بل قال إن انتشار الإسلام لم يكن بالسيف، بل بالصدق والقوة الأخلاقية. فكان كلامه وصفًا للتاريخ ولذا كان داخل ذات المجموعة القصصية المرأة التي غلبت الشيطان ٠ غلبته بالإيمان فقط وليس بالسيف

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات