رد الاعتبار لأديبة أهينت عن عمد هو رد الاعتباري لمفهوم الكرامة الذي أعلم أنكم تقدروه
نحن لا نختلف على أن الثقافة والوعى الشعبي هما مقياس تحضر الشعوب على مستوى دول العالم ٠ولا ننكر أن وزارة الثقافة المصرية قامت مؤخرا بجهد للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي من خلال مبادرة استراتيجية في إعادة تأهيل قصور الثقافة والأكثر جعل بعض مراكزها إنتاج مجتمعي وبل واقتصادي أيضا ولكن كيف بدأت فكرة أنشاء قصور الثقافة في مصر.
فاذا عدنا إلى الماضي نجد أن قصور الثقافة المصرية ضاربة في عبق التاريخ بدايتها كانت في الأربعينات و الخمسينات من القرن المنصرم ففي عهد الملك فاروق قامت فكرة تتبنى نشر الثقافة في المدن والمحافظات ولذا تقرر إنشاء الجامعة الشعبية عام 1945.
وبعدها صدرت مراسيم ملكية لتأسيس مؤسسة الثقافة الشعبية ثم جامعة الثقافة الحرة بهدف نشر الثقافة والوعي القومي.
ولكن هل توقفت بعد العصر الملكي أقول لا بل زاد الاهتمام بها أكثر ففي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تحديدا في عام 1960، أنشأ وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة قصور الثقافة في كل المدن بعدما كانت مقتصرة على القاهرة الكبرى والإسكندرية فقط مستوحياً التجربة الفرنسية وبعض الدول الأوروبية الأخرى وفي عام 1966 تغير اسمها من جامعة الثقافة إلى "الإدارة العامة للثقافة الجماهيرية"، وهي البداية للتطوير الحقيقي ولكن يتسأل البعض ما الهدف من قصور الثقافة:
أقول هو رفع المستوى الثقافي للجماهير في مختلف أنحاء مصر. وتنمية المهارات الإبداعية وترسيخ قيمة الإنسان والكرامة ٠
وهنا نتوقف قليلا ٠ عن حادثة بسيطة تخص الكرامة حدثت خلال الأيام القليلة الماضية تحديدا في يوم ٢٤ سبتمبر بأحد النوادي الأدبية البسيطة المحدودة أعداد زوارها داخل أحد قصور الثقافة بالإسكندرية ٠ ولكن تلك الحادثة قد ينظر لها البعض على أنها بسيطة ولكن عندما تكون داخل منبر ثقافي فهي من وجهة نظري كارثة إهانة كاتبة وأديبة عن عمد جاءت لتحضر ندوة بسيطة داخل نادي أدبي أن يتعمد إهانتها بشكل غير مبرر عند الدخول وبعد الدخول أن تأتي لها مشرفة الندوة وتطلب منها أن تخرج لتقدم مستندات إثبات شخصية كاملة للرجال واقفين متجمعين عند مدخل المكان بدأت الحادثة عندما قرأت الأديبة التي بالطبع تتابع على النت كل الفعاليات الثقافية فكان من بينها هذه الفعلية داخل نادي أدبي أول مرة تسمع عنه فقررت أن تذهب وتجلس كعادتها في هدوء بمفردها تسمع ولا تعلق وترحل كما جاءت في هدوء ٠ وبالفعل ذهبت ذلك اليوم وعند مدخل المكان قال لها الجالس عند الباب اتركي بطاقتك الشخصية وكان هذا الطلب الغريب يحدث لأول في حياتها داخل قصور الثقافة المصرية.
أن يطلب من المصرين الدخول بالبطاقات الشخصية ليس لأنه إهانة للمصريين فقط بل هذا لا يطبق داخل اكبر المراكز الثقافية والأوروبية داخل مصر خاصة إنها ليس فاعلية بل مجرد نادي أدبي بسيط لم يحضره من الأساس إلا أعداد تعد على الأيدي ٠ على الرغم من أن الفعليات الكبرى سواء في المراكز الثقافية الأوروبية وداخل الأوبرا المصرية وأيضا داخل مكتبة الإسكندرية بيتم وضع جهاز للمرور عليه فقط و لم يحدث منذ إنشاءهم حتى الأن أن يشترط الدخول بالبطاقة الشخصية وحتى داخل كل قصور الثقافة لم يحدث هذا من قبل ومع ذلك أخرجت الكاتبة كارنية نقابة الصحفيين وهذا كان كافي جدا ونقل الاسم منه ودخلت بعدها جاءت مشرفة الندوة وأخذت تصورها عدة صور متكررة طويلة وعرضية ثم طلبت منها رقم هاتفها الشخصي ورغم أنه ليس من حقها فأعطته لها بكل أدب لتخرج هذه السيدة وتعود لها وتقول لها بصوت مرتفع اخرجي بره للأمن الأن دون أي سبب منطقي فلم يكن منها وسط ذهول واندهاش أن ما تفعله هذه المرأة أن تخرج على الفور لتجد مجموعة رجال منتظرين عند المدخل ينظرون الي حقيبتها فخشت أن تتعرض لأي مكروه مدبر.
فلم يكن منها غير الانصراف على الفور من المكان بأكمله بعدما تأكدت أنها مكيدة للنيل منها خرجت وهي تلملم جرح كرامتها المهدرة دون ذنب ورغم أنها شخصية عامة وكانت تستطيع أن تقول لهم أن يدخلوا على أي متصفح لمعرفة قيمتها كأديبة ولكنها أرادت أن تحتفظ بذلك لنفسها حتى لا يقارن بينها وبين المشرفين عن الندوة لأنها حاصلة على وسام المرأة للتميز العالمي لعام ٢٠١٤ كأديبة مصرية فقررت لن تلجأ بشكوى لوزير الثقافة والسيد رئيس هيئة قصور الثقافة لرد اعتبارها فهم أهلا لتقدير قيمة الكرامة والإنسانية خاصة إنها تشك أن يكون هذا بعلمهم وأن علموا لن يرضوا به فأن كان هذا من قبل قصور الثقافة فهي كارثة كيف يدخل المصريين قصور الثقافة المصرية بتقديم البطاقات الشخصية وأن كان المقصود أهانتها هي بصفة خاصة بأوامر أعطيت لهؤلاء الأشخاص لتنفيذها فالمصيبة أعظم.
فكيف تعامل هذه الأديبة بقوانين خاصة دون عن كافة المصرية وحتى عن الغرباء من الجنسيات الأخرى الذين يحضرون دون إهانة لهم اعتقدت الأديبة أن الشكوى المقدمة للوزير ورئيس هيئة قصور الثقافة سيتم الرد عليها ولو بكلمة ٠ ترضي كرامتها ولكن لم يرد عليها أي منهما وكأن إهانة الرواد شيء عادي ولا يستحق الرد عليه ولو حتى بكلمة ترضي الخاطر وترد الاعتبار ولذا أكتب هذه الكلمة عن الأديبة والكتابة التي طالما كتبت عن الحق ودافعت عن كل مظلوم على أن تصل لسيادة وزير الثقافة المصري الرجل المثقف الذى يقدر قيمة الكرامة وأيضا رئيس هيئة قصور الثقافة لعلمي أنهم يقدرون قيمة الكرامة الإنسانية.