قصيدةٌ عنكبوتية أو تراتيل وأصداء وشوم نازفة

إلى ثوّار الأرض المشوّهة

إلى معتقلي سلطة الاستعمار

"ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه" (الأنعام)

الغموض في إدارة المعارك يرتقي إلى علْم دقيق لا يستثني إدراك أتفه الأشياء ولا الإلمام بأضعف الإيمان

ربّما يمكن نعته بالخلْق والطّلاسم والوحي أحيانا والإلهام والعبقريّة الخامّة أحيانا أخرى حينما يكون فهم الغموض متاحا لعامّة النّاس أو لا يكون

التّفخيخ والتّضليل فنّ من فنون الحروب

التّحكّم في تفجير الزّلازل وتحويل وجهة السّحب وتوقيت نزول الأمطار وإزاحة اللّثام عن وجود كائنات سماوية تزحف نحونا باستمرار كلّ ذلك يندرج في إدارة الحروب وهو يشير إلى واقع متأزّم لا ينبع فقط من محض الخيال

الإبداع في أغمض أسراره والتباساته تدبّرٌ وهبة من حقّ اللّه

لا يكفي فهم عُقد الحديد والنّار عندما تُغرَقُ السّماء بالملح والكبريت والدّمار على أوسع نطاق باسم الاستكبار والاستعلاء

مشاهد خمْر لولبيّة كنصْب فخاخ فولاذيّة للضّباع والخنازير عطشى بالدّم أفق آخر للحقيقة

أسجدة من دموع النّخيل وأنين السّمار منقوعة ببراعم النّور تُغتال على ضفاف منتجعات غابات عويل الزّقوم

أمّة ثكلى عاجزة عن الخصوبة والإنجاب

أرض مسلوبة تمتدّ نحو قلب الأرض السّابعة

حيث الحياة جهاد وفداء وفناء

المراسي من إيمان الحقّ وخيمياء المباغتة

جاذبيّة النّار تشدّ أوتاد الحرّية والمجد حيث تراتيل سدّة المنتهى تغمر أذان الفجر في ساحة الوغى

خاشعة

مبتهلة

انفلقت الأرض مدينة الزّهراء في أحضان الملائكة سجّد حتّى تفتيت اللّيل الجائر

المعمارحلزوني يلهم الأقمار وهو يدور في فلك الإعجاز

أسرع سفر ذهابا وإيابا إطلاقا في ليلة الإسراء والمعراج قد ألغى الزّمان ليكون دليلا مبهرا لخير أمّة أُخرجت للنّاس

السّنون ضوئية أسوة بمعجزة النّور والعلم تقبع في كهوف الظّلمات

صوت الشّاعر أهو إلهام أمّة ودليل غيبيٌ على الثّبات والنّصر؟

أ أنت معاناة الإنسان الحرّ المتناهية وتعتزّ إلى الأزل بانتمائك الثّاقب؟

و أنت تتصدّى للقطار الوحشيّ حاملا الإنسانية إلى الأدغال حيث تضاريس سفك الدّماء أناشيد الأناشيد

قُطعُ رأس الحداثة غبيّة -كقنبلة بربرية- من الوريد إلى الوريد بتفتيق الإيمان

العُقاب الذي سدَل جناحيه على بغداد حتّى غروب الشّمس يشدو التّراتيل بمرايا دياجير خنادق الشّرف والعزّة والكرامة

معركة الخندق حفْر وأمانة

شواظ من شظايا تُنير الدّرب الحالك

مكلومة من الغروب إلى الشّروق حتّى النّخاع

تنتظرك الأمّة يا يَمَن الغيرة والوفود

يا أصل أجدادنا الفاتحين العظماء

كيف تحلّلت إلى هذا الحدّ همّة الأمّة ونبل الإنجاز؟

ويا عراق الحكمة والمعجزات

ويا لبنان الفتح والإصرار

دوسوا أيّها الأحرار على الخذلان والعقم والعمالة وفجّروا الفوّهات في الغزاة

والجبناء

باب السّماء أُغلق مذ دنْس الغزاة الأقصى دعاءا وذكرا

وأشباح ريّان الأنفاق يفتح على قبب وصوامع الإسراء والمعراج

المدينة الفاضلة تدحرجت إلى الأحشاء لتكشّف عهد اللّه الموشوم في خاصرة الأرض السّماء

هل رأيتم الثّلوج تتهاطل من تحت أقدام نسائنا مَسْبية حيث تتجلّى قصور العهر والدّعارة؟

كسبْي الحيّة ببطشها واستبدادها المشين

على شاكلة دُمى روسية مدوْلبة كالنّزول والصّعود بين رشقات الأنفاق يستميت جنْد الله والملائكة في وجه الغاصب

موزاييك ضوء يُرسَم ببريق هجوم إبداعي حاسم

كرمْي جمرات الياسين والتّندوم والشّواظ والعمل الفدائيّ يوم القيامة على المحتلّ الغاشم والمستبدّ الذّليل

افقئوا ما استطعتم من عيون الظّلام والقهر

الفطرة والرّماية والفروسية والفطنة والشّرف قيم أمّة قاطبة لم تُنحر أبدا بحذاء الطّاغوت

الدّفاع هجوم نوعي مباغت فاصل في نظرحكيم الصّين العسكريّ القديم

"أضيق الأمر أدناه من الفرج"هكذا كان ينظر العرب الشّرفاء للضّيم والمأساة والمعاناة

المنعطفات تُقاس بمدى عمق تحطيم مثلّث مزدوج يغور بأشلاء طائرة مسيّرة هامدة

كهشيم هزيمة جيفة استقرّت بأذهان الغزاة

الطّائرات مكفّنة تحمل أكياس الأحزان إلى الأمّهات غارقات في دماء الأبرياء

الفسفور عنقوديٌ بكلّ ألألوان يكسي القصور المرتدّة

مطأطئة الرّأس

"ولو تَرى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا"

السّلّم لولبي متحرّك كارتطام أمواج أعماق البحار

شبه المنحرف باب موصد ينفجر في وجه المغتصب

أيّها الأجيال القادمة

تعلّموا الرّماية والصّيد البارع بمثلّث قائم الزّاوية

زاوية أبو عبيدة الجرّاح تحلم بالمهندس العبقريّ على تخوم الرّشيد وصلاح الدّين الأيّوبي ومثلّث فيلادلفيا العاتي وحتّى قلب دمشق

هناك لا يولد العملاء ولا الخونة ولا يباع دماء جيوش اللّه

يولد رجال الحقّ من رحم أمّهات تلدْن واقفات كجنود الله في ساحات الوغى

المقدّسة

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات