الفكرة والزكرة :

بعد عشر سنين من الثورة ، شنية الفكرة اللي رسخت عند عامة الشعب ؟ الفكرة الوحيدة هي صورة البرلمان المعروضة على الشاشات بخبث محترف: متعاركين ع الكعكة... الشعب الكريم اللي غاطس في الهم للعنكوش ، صدق اللي ثمة كعكة ، وأن العركة الكل على المناصب والفلوس...

وقت اللي جاء زقفونة ، نڨز على ملفات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، يلقاش حاجة يذل بيها معارضيه ، ياخي يبدو ما لقى كان ملفات تدين بعض الرؤوس الداعمة ، فساومهم فطأطأوا رؤوسهم وانخرطوا ... وهنا أشير إلى ملفات تحدث فيها عماد الدايمي تخص بعض الرؤوس السمينة في اتحاد الشغل ، هاكا علاش الإتحاد مشى يزكر نهائيا .

هذي هي الزكرة ، اللي غنت للانقلاب ، وماهي الا زكرة ، لأنه على أرض الواقع ، لم يجدوا على رموز معارضة الانقلاب حتى شبه شبهة فساد مالي .

بالنسبة للقطط السمان متاع بنما وإسبانيا وسويسرا ، هاذوكم اغناهم التصفيق عن التحقيق ، وكله بما يرضي مولانا النظيف العفيف اللي ما يصرف كان مليار ومتين في العام على اللحم ، ولا خردة كرسي بسبعين مليون برك .

توة الزكرة ومفهومة ، متاكلة ومذمومة ، وين الفكرة ؟

الفكرة يا حلو ، يا منور يا بو عيون جريئه ، أن المرار والصداع والغثيان اللي عيشوك فيه وخلاهم يصبوا مليار في حساب عبير موسي من الإمارات ، قالت ما في علميش ،ويعطوا لكرونيكار 13 مليون في الشهر باش يسودها في وجهك ، كلو من أجل آش حسب رأيك ؟ العركة يا كبدي مش على كعكة…

العركة عركة مشاريع كبيرة يا وليدي ، مشاريع تتعدى تونس و ترعب الإقليم وباش نكمل عليك: ترعب العالم والله العظيم. عركة كتل برلمانية تشق طريقا بكرا لتأسيس دولة قايمة على الديمقراطية الحقيقية ، في جبل صلد من الفساد وقرون من مركزة السلطة في يد مطلقة لا تصلح ولا تصلح ..

ما يغلطوكش بحكاية الصراع على الكرسي .. الصراع على مستقبل المنطقة ، بين من يريد إخراجها من ظلمات الحكم المطلق ، وبين من يعمل على إخضاعها للماضي ويرضى أن يكون وكيلا للكفيل …

معركة كسر عظم ، لم يدفع ثمنها آباءنا فحملناها ، فلم نصمد ، فجرفنا التيار إلى الوراء ... المجتمع لم يصمد ، وراء من انتخبهم ، مش لأنهم قصروا ، بل كانوا يصارعون الموج والأكاذيب والهرسلة والتعطيل ، ومع هذا صمدوا وقاتلوا بشرف ، حتى النهاية …

سوف تقول لي : معاركهم الجانبية لا تهمني ..

أقول لك: ليس هنالك معارك جانبية ، كل نقطة وكل كلمة وكل حرف يقصد به مرماك أنت ، أبها المواطن المسكين ... ها انت الآن عارياً من اي ترس يصد عنك تغول الدولة ها انت الآن تواجه مصيرك وحيدا دون برلمان ، بزيادة فعلية شاملة في الأسعار بواقع 25٪ في كل شيء …

فقط ، لتعرف كيف نجحوا في جرك إلى اللهاث خلف لتر من الحليب ولا تجدها ، بينما كنت في العشرية السوداء ، تناقش هنا ، في الفسفس بوك ، قضايا من نوع: انطلاق المركبة الفضائية التونسية من كازاخستان ... فرق كبير يا ولدي ، بين الفكرة والزكرة..

أنت الآن ، خارج الجدول تماماً ، فانطرد الآن من الجدول .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات