الدول راهي ما تفلسش في عملتها، الدول تفلس في الدوفيز…

مثلا تونس، ما تفلسش بالدينار، اذا الحكومة توصل نهار ما عندهاش ما يكفي من مداخيل ضرائب، و ما عندها حتى مكان تتسلف منو دينارات باش تغطي الأجور مثلا (و هذي وضعية ممكن تصير للأسف خاطر بالمنطق النقدي و بمنطق السلامة المالية، البنوك بلغت أقصى درجات امكانياتها في تسليف الحكومة) ...اذا وصلت الحكومة لوضعية كيما هذي، باش ترجع للبنك المركزي و يطبعلها دينارات (طبعا موش بالمعنى الحرفي للطبعان، الي يحب يفهم الحكاية هذي، يهبط شوية في الصفحة يلوج على مقال في الصفحة اسمو التضخم النقدي)…

و حتى لو البنك المركزي مستقل، يكفي تغيير القانون، و حتى لو ما تغيرش القانون، ما فما حتى بنك مركزي يقبل انو حكومتو تعجز على خلاص أجور موظفي الدولة بما يهدد انهيارها تماما، وقتها البنك المركزي باش ينقص ظرفيا من حدة إجراءات الرقابة على التوازنات النقدية للبنوك، باش هي بيدها تنجم تسلف الدولة، و يخلق آليات لإعادة تمويل البنوك...

الإشكالية في الوضعية هذي، انها باب اذا تحل، تسكيرو صعب جدا، لانو باش يخلي الحكومات المتعاقبة تستسهل الحكاية، و تكثر من المصاريف الشعبوية، و النتيجة كمية الدينارات الي تدور في اقتصادنا تفوت برشا كمية السلع و الخيرات الي فيه، الشي الي يؤدي لخلق تضخم مرعب في الاسعار، يؤدي بدورو لطلبات زيادة أجور و زيادة دعم و مصاريف اجتماعية، الي يرجع الحكومات للسلف بطبعان الفلوس، و ندخلو في حلقة مخيفة من التضخم الي يغذي روحو منو فيه...

الدول تفلس فعليا بالدوفيز فقط.. كيفاش؟

لما دولة تعجز على خلاص ديونها بالدوفيز، وقتها تكون دخلت في حالة افلاس... شنوا النتيجة؟

اول نتيجة فورية، هي الغلق التام لكل مصادر التمويل الخارجي، تذكرو انو تونس كبلاد، عندها عجز في ميزان الدفوعات بالعملة، يعني الدوفيز الداخل اقل من الدولية الخارج، و اننا نتسلفو من الخارج، لزوز اسباب اساسية (و موش الوحيدة طبعا) توفير عملة باش تستورد بيها حاجياتها من الخارج قمح و نفط و دواء و تكنولوجيا، و توفير عملة تخلص بيها أقساط ديونها الخارجية…

عجزنا المفاجئ على خلاص ديوننا، يسكر نهائيا باب السلف من الخارج الا في إطار اتفاق مؤلم مع صندوق النقد الدولي او من دول تعطف علينا... و حتى تصير لين الحكاية هذي، باش تتفقد برشا سلع حيوية من السوق، و باش يقص الضوء و ينقص الدواء و العجين و...

ثاني نتيجة، هي انعدام نهائي للثقة في كل مؤسسة تونسية تتعامل مع الخارج، و هذا يمس كل تجارتنا الخارجية، التجارة الخارجية تتم عن طريق البنوك، الستير او الستاغ مثلا يمشيو لبانكتهم يقولولها حلّي دوسي عندك باش نستورد نفط او غاز، البنك التونسي يتصل ببنك في بلاد المصدر، يقلها سي بون، فلوس السيد الي عندك مضمونة، دوب ما يجيبلك دوسي أوراق يثبت انو بعث السلعة في الباخرة، ابعثهملي و انا نصبلك...

طبعا العملية هذي باش تولي مستحيلة، خاطر ما عاد فما حتى بنك اجنبي باش ياثق في بنك تونسي، و هذا باش يعطل اي عملية تصدير و توريد لتونس... و هذا باش يزيد يعقد حكاية التزود بالمواد الحياتية، ما غير ما نحكي على التكنولوجيا و المواد الأولية الي كنا نستعملوها باش نصنعو حوائج أخرى نستحقوها في بلادنا…

ثالث نتيجة، هي كثرت الطلب على الدوفيز في السوق الداخلية، و ازدهار السوق السوداء، وقتها سعر السوق السوداء باش يطلع لمستويات خيالية، و بعدو اجباريا، و بحكم كثرة الطلب على الدوفيز، باش ينهار سعر صرف الدينار في السوق الرسمية إلى مستويات عمرنا ما شفناها و لا توقعناها... و طبعا، الانهيار هذا، باش يأدي الى ارتفاع مخيف للسعر بالدينار متاع كل شي مستورد من الخارج، سواء كماليات و هذي ماعاد يتلفتلها حد، سواء مواد أولية او محروقات او ادوية او قمح او غيرهم... و النتيجة ارتفاع مفاجئ و مخيف للأسعار... مع ما يعنيه الأمر من انتفاض شعبي ينجم يدمر الدولة...

أحنا قراب توا من اي افلاس؟

بالدينار قلنا ما يجيش و ما يصيرش، لكن نتائج نقص موارد الدولة الي تتحل بطبعان الفلوس أو بالسيف الزايد، نهايتو تضخم كبير للأسعار و دوامة تضخم متواصل صعيب الخروج منها، هذا مثلا صاير توا في تركيا الي التضخم فيها وصل 47% عام 2021...

لكن هذي وضعية، ما زال ما وصلناهاش تماما، لكن ممكن قريب نوصلولها، في ظل تدهور المنتوج الداخلي الخام (الي كي يكبر يكبرو معاه الموارد الجبائيّة متاع الدولة، و العكس صحيح) و في ظل التهرب الجبائي، ممكن قريب نوصلولها...

بالدوفيز، الوضعية اعقد، أحنا توا عندنا مخزون عملة يكفينا 4 شهور توريد، لكن عندنا زادا مبالغ كبيرة خدمة دين خارجي…

يعني بصراحة الوضعية حرجة جدا، و توا، حالا، محتاجين جدا لشكون يسلفنا فيسع دوفيز، المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ممكن تاخو وقت، و بزهرنا المزمر، تقرير ديوان التقييم المستقل متاع الصندوق، مازال كي خرج تقرير يلوم فيه و ينقد في إدارة الصندوق على تساهلها مع برشا دول و منهم تونس…

السلف من دول ترضى تسلفنا في الفترة هذي… إن شاء الله نلقاو…

الشي الي في يدينا، هو الي قلناه البارح، توا، الاستعجالي يتمثل في جعل الزوز مصادر الذاتية متاع العملة، التصدير و السياحة، قضية أمن قومي… بالتوازي، تعطيل توريد بعض الكماليات، و العمل على تشجيع التونسيين بالخارج على الادخار بالعملة الصعبة في بلادهم، أو الخروج بقرض وطني موجه ليهم حصريا… يتبعو و يساهمو و الا لا؟ الله اعلم…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات