قيس سعيد... هل مازال يتذكر!؟

لا ادري ان كان قيس سعيد ما زال يتذكر (والناس على ذلك شهود!) ما قاله وكتبه بيمينه منذ اكثر من عامين في كلمة القاها بمجلس نواب الشعب يوم الاربعاء 23 اكتوبر 2019 في موكب اداء القسم بعد انتخابه رئيسا للجمهورية. فقد اكد يومذاك لعموم النواب المنتخبين (الذين عزلهم ورفع حصانتهم والغى مستحقاتهم و شهر بهم وطارد بعضهم واحال اخرين منهم على الاقامة الجبرية و المحاكمة العسكرية… ومازالوا ينتظرون المزيد!) وذلك تحت قبة البرلمان ( الذي اقتحمه وطوقه بدبابات عسكرية وقوات امنية واغلق ابوابه والطرق المؤدية اليه وعلق صلاحياته… وعطله الى الابد!) فقد اكد في كلمته تلك "ان المسؤولية الاولى لرئيس الدولة هو ان يكون دائما رمزا لوحدتها،ضامنا لاستقلاليتها ولاستمراريتها وساهرا على احترام دستورها، عليه ان يكون جامعا للجميع، وعليه ان يعلو فوق كل الصراعات الظرفية والضيقة. "!

فهل كان يقصد ما يقول(وضحاياه يومئذ يصفقون!) ام ان الفاظ خطابه كانت من قبيل الفاظ الاضداد التي تحمل المعنى وضده.!

الم يصبح -بعد اقل من عامين- رمزا لانقسام الدولة لا لوحدتها بعد ان اتجه على طريقته في فهم الامور الى السيطرة على مؤسساتها والغاء الفصل بين سلطاتها وتجميع صلاحيات التشريع والتنفيذ والاشراف على القضاء !؟

الم يعمل على قلب التوازن في الدولة و احتكارها لفائدة من يدعوهم بالوطنيين (ضد من يصفهم بالخونة الماجورين) واحكام قبضته على كافة المسؤوليات في الدولة اعفاء وتعيينا فوق اية رقابة او انتقاد!؟

الم تصبح الدولة اكثر تسولا واشد افتقارا و اقل استقلالا واضعف موقعا واحط مرتبة امام الاشقاء والاصدقاء من الدول والشعوب والهيئات والصناديق والمجموعات الدولية فكيف يكون ضامنا بذلك لاستقلالية الدولة واستمراريتها !؟

الم يكن قيس سعيد اول رئيس منتخب على اساس دستور تأسيسي، يقسم ويتعهد باحترامه ثم يستند الى بعض احكامه لينقلب على مؤسسات الدولة ويجمع كافة السلطات بين يديه ويعلن تعليق الدستور والاستفتاء على تغييره لضمان ديمومة حكمه، فكيف يكون بذلك ساهرا كما قال على احترام دستور الدولة!؟

وحقيقة، ألم يكن قيس سعيد أول رئيس في تاريخ البلاد يتهجم على مواطنيه وناخبيه من الموالين والخصوم على السواء ويستعدي الناس ضد بعضهم ويقدح في ذمم الاشخاص والاحزاب والمنظمات ويغتاب منتقديه ويلعنهم امام العموم ويتسبب في ايذائهم ومحاكمتهم، فكيف يكون بذلك جامعا للجميع ويدعي تجميع المفرق وتوحيد المقسم!؟

وفي الاخير، ألم تكن خطابات قيس سعيد وتصرفاته وتعليماته مثارا للنزاعات والصراعات والتتبعات ضد خصومه ومناوئيه من النواب وقيادات الاحزاب والمنظمات بحجة مقاومة الفساد وتهريب الاموال العامة وحماية الشعب صاحب السيادة، فكيف يكون بذلك مترفعا عن كل الصراعات الظرفية و الضيقة!؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات