تعــريف الـــدولة عــنــدنــا...؟

في تـــونس الـدولة الفعلية هي وزارة الـــداخلية...!؟ المبنى الرمادي "بشارع الثورة ---أو شارع بورقيبة" باختصار شديد يوجد هناك مقر "الدولة"... الدولة الفاتقة الناطقة والحاكمة بأحكامها... عندنا ومنذ عقود وزارة الداخلية هي الدولة بطمّ طميمها.. هي التي تعيّن العمدة والمعتمد والوالي…

هي وطبقا لتقاريرها ومحاضرها تقضي قبل القاضي وتحكم على المخالف وتقرر من هي الضحية...من هو الزاطل ومن هو المزطول...من هو السارق ومن هو المسروق...من هو الزاني ومن هو المزني به والمزني عليه…

هي التي تصدر الأحكام وما على المحاكم إلاّ التفيذ مع هامش بسيط (ماخذت خاطر وتطيير ملام) . هي التي تمدك بالهوية أو ترفضها عنك. هي التي تسمح لك بالسفر أو تمنعه عنك. هي التي بإمكانها تشغيلك أو منعك منه

هي التي ترخص لك لبناء بيت أو ترفض عنك ذلك... هي التي بفضل تقاريرها يتخذ الزعيم القرار الذي أوحته اليه.. كل القرارات المتعلقة بكل القطاعات..لا شيء يخرج عن نطاقها وعن سلطتها وسلطانها…

هي لها الكلمة الأولى والأخيرة في الفلاحة...البيئة...الثقافة...الصناعة ...التجارة....التصدير والتوريد... التشغيل...التظاهر والاعتصامات...الاعلام والاعلاميين.............الخ الخ…

كل دواليب البلاد بيدها بما في ذلك تحركات وتنقلات ومقابلات وعلاقات الزعيم الأوحد وإمرأة تونس الأولى أوصانع التغيير وعائلة حرمه المصون.

هي التي يعشقها كل مسؤول ويتمنّى كرسيا بها.. هي التي يتخاصم الخصوم على افتكاكها وعلى حوزها وعلى تسييرها وعلى ضمّها إليه وقد سقطت حكومات من أجل حبّها والهيام بها ... هي التي يهــابها ويخشاها كل الوزراء، بل ويتذيلون لها....

هي إذن الــــدولة الفعلية والوحيدة منذ 56 الى حــدود هــذه الساعة والبقية كل البقية تخضع لها ولأوامرها… لذلك ولغير ذلك لا نشعر بفراغ أو بفقدان أو بغياب الحكومة وغياب الوزراء وبأنّ الأمور عندنا عادية جدا…

عادية لأنّ "الدولة" الحقيقية باقية، شامخة صامدة بالمبنى الرمادي بالشارع المشهور… تعودنا على ذلك منذ عقود من الزمن والقائمة لا زالت طويلة عليك بالمواصلة لأنّني تعبت …

تعبت من ذكر محاسنها وفضلها علينا وعلى كل الأجيال… أليس كذلك أم أنّني قد بالغت ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
فتحي أبوبكر السالمي
04/09/2021 06:00
أنا أشهد أنك قد بلّغت