حكايات طيب الجوادي

Photo

صباح الخير للصايمين ونصف صايمين والفطارة…

أقصد بنصف الصايمين، اللي راكشين كيفي في الظل والبرود ويتفرجو في التلفزة ويبحروا في الفايسبوك،ولا يبذلون أي مجهود يمكن ان يضع صبرهم موضع اختبار،على كلّ حال ليس هذا موضوعنا، موضوعنا قنوات التجهيل والتخريب والتفاهة متاع القروي،والفهري وبن غربية و حتى تونس سبعة، اللي نصرفوا عليها نحن المواطنين من حرّ مالنا،بصراحة شيء يحشّم، ولا أقصد هنا الجانب الأخلاقي الذوقي، بل أقصد الجانب الإبداعي البحت:أخي ماعادش ثمة كتاب سيناريو في تونس؟ماعادش ثمّة مبدعين؟ عقرت البلاد من الكتاب وأصحاب الأفكار الخلاقة والكوميديين؟ معقولة باش يضحكونا، يبكيونا؟

راهو الكوميديا ليست نكتاسمجة سخيفة ،ليست مواقف مبتذلة، ليست تهريجا هناك فرق بين التهريج والابداع ، هل غدونا فاشلين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.....وابداعيا؟ هل وصلنا إلى زمن لم يعد فيه ممكنا ان نضحك من القلب؟

ما يعرض في قنوات العهر الممنهج جريمة في حق الذوق ، والابداع والفن، وجريمة في حق عقولنا هذه القنوات خربت كل ماهو جميل في هذا البلد، ودمرت معنوياتنا.

وها هي تغرقنا في هذا الشهر في السّخف والابتذال فما الحلّ؟

الفطّارة

الناس لكل يحكيو على الفطّارة،ويقولوا في كلام كبير يخصّ حرية المعتقد والضمير ، ويلومو في الدولة كيفاش تقلق فيهم.

انا نعتبر الناس اللي تجاهر بالصوم ، ناس فاقدين الحس المدني وموش متربين ،كيف الناس الي تدخن في المستشفيات ،ويبصقو على الارض ويتبولون في الاماكن العامة.

كل واحد من حقو يفطر ، اما موش من حقو يجاهر بذلك، لسبب بسيط : الأكثرية صايمين وموش لائق انو ناكلو وندخنو قدامهم حتى لو كنا ملحدين وما نعترفوش بربّي، فالمسألة مسألة سلوك حضاري ولا علاقة لها بالتدين، فالكثيرون مفطرون ولكنّ حسّهم المدني يمنعهم من المجاهرة.

أذكر انو في دار المعلمين العليا، كان يدرس معنا طالب صيني ، وكان يرفض المجاهرة بالافطار وأقسم انني كنت في منتصف النهار احمل له " البلاتو" لغرفته، في حين كان رفاقنا الشعوعيون يجاهرون بالافطار ويدخنون علنا ، واحدهم كان يجلس بجانبي اثناء الامتحان وأصرّ على التدخين
وكانت هنيّة المرأة الأميّة تقول لي: لكان قدّر عليك ربّي وفطرت، رد بالك يشوفك حدٌ، افطر في السرّ، ما تزيدش تجوع وتعطش الصايمين!

المجاهرة بالافطار ليست قضية دينية ،إنها قضية اخلاقية ، حضارية ، والهوش اللي عندنا لا يفهممون ذلك.

في دولة العصابات الصهيونية، الحداثيون والشيوعيون والائكيون والادينيون يحترمون طقوس الديانة اليهودية يوم السبت بدون نقاش،وعندنا يطالبون بحرية تحدي ديانة شعب بأكمله بكل صفاقة ، بتعلة الحرية.

تفوه على الحرية على الطريقة التونسية.

اللطف حتى الكفار متاعنا موش كي كفار بقية الدول.

واكاهو

سيدي الإمام

سيدي الإمام ،بهذل بحالنا نحنا الرجال اليوم في صلاة الجمعة، قال موش معقول الراجل يصبح راقد ومن بعد يقوم إما يبقى يتفرج في التلفزة وإلا يخرج يمشي لصحابو ويقعد معاهم في البرود، ومن بعد يجي يركش في الصالة تحت المكيف،يستنى مرتو المسكينة [هنا عدى ربع ساعة يعدد فضائل المراة ومكانتها في الإسلام، وفضل الام،وذكرنا انو سيدنا عليه الصلاة والسلام كان يشارك أهله شؤون البيت ]حتى اطيب حلان الفطر،يعبي كرشو ومن بعد يخرج للقهوة يسهر للصباح لا في علمو لا في دراه ،وباعتبار المصلين لكلهم رجال دز عليهم العرق وحسيتهم متضايقين،ولولا انو يمنع الرد على الإمام أثناء الخطبة ، راني رفعت صبعي وقلتلو، يزي رانا حشمنا على ارواحنا،

المهم ،ملي روحت قلت للمدام انتهى عصر المرا اطيب والراجل قاعد، من اليوم باش نرابط معاك في الكوجينة وباش نعاونك ،في الطبخ وغسيل الماعون وكل شيء وحكيتلها على كلام الإمام، قالتلي، الحمد الله استيقظ ضميرك وهداك ربي،برّا اغسل الماعون،ووجدتني امام اكوام مكومة ،فلم اتردد وشمرت على ساعدي وبديت نغسل في الماعون، ومشات هي لبيت القعاد تتفرج في المسلسل، وإن هي إلا دقائق حتى هبّ جميع أفراد العائلة على صوت يشبه صوت الزلزال: لتكتشف المدام انني كسرت أربعة صحون وبلبزت الدنيا ، فصرخت مغتاظة، واخذت بيدي وأعادتني لغرفة الجلوس وقالتلي حرفيا: موش لازم تعاونّي، خليني ندبر راسي وحدي.

خسارة ما نعرفش دار سيدي الإمام باش نقلو: هاو النساء ما يحبوناش نعاونوهم؟ علاش يتشكّاو؟

ملاحظة: ما كسرتش الصحون متعمدا، وبلا غير ما نحلف.

المنصف مفتيا

كان المنصف ولد عمّي الذي يكبرني بثلاث سنوات ،وغادر مقاعد الدراسة وهو في الثالثة ابتدائيا : استاذي ومعلّمي والفقية الذي يفتي لي في أمور ديني.

والشهادة للّه، كان مفتيا مجتهدا مجدّدا، ولم اتفطّن انه لم يكن يفقه شيئا في الدين وانه كان " يملّس من راسو" إلاّ بعد ان كبرت وتعمّقت في أمور الشريعة.

كان يجيز لنفسه تدخين الحلّوزي في رمضان، ويجيز لي شرب الماء ويجيز لنعيمة تناول ما طاب من اكلات " بايتة" وإذا رشوتُه ببعض المليمات كان يجيز لي الاكل أيضا ،

سقى الله ايامك، كنت مفتيا لا تقيدك مدارس ولا مذاهب فقهيّة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات