ما تتفاءلوش برشا عاد !

عبارة قالها المرتابون في الثورة لأنصارها سنة 2011.. ويقولها المرتابون هؤلاء أنفسهم في المقاومة اليوم، والعالم يطرق باب سنة 2024، والمقاومة تدكّ جيوش الأعداء دكًّا وتجرّها من خراطيم غرورها وترغمها على تراب يُنكر نسبتها إليه. تراب فلسطين يُجرّ عليه جندُ الغاصبين فيُنكر ريحَهم وريحَ زعيمهم نتن ياهو الذي تكبّر في الأرض. خفيت عنه مقاومة احتقرها فلم يرها لصغر حجمها، حتّى تعاظمت وأطبقت على خناقه دون أن يراها لأنّها أكبر من شبكيته وأوسع من شِباكه.

هل نحن نتفاءل؟

كنّا نتحادث في أمر غزّة.. ولا أحد يجرؤ على أن يقف ضدّ تيّار الم..قاو..مة الجارف للوجدان وللعقول إذا حميَ الحديث وأخذ من حماستها.. ولكنّك تعرف هؤلاء الذين يقفون على حرف من لحنهم في الخطاب.. يسايرك لأنّه أعجز من أن يحاججك، ولكنّه، وهو يحزم قدميه للمغادرة يلقي إليك بعبارته السمجة " ما تتفاءلوش ياسر عاد"

قال صديقي:

- "شفت؟ ماهوش طايق"، بمعنى إنّه لا يتحمّل.. ولأنّه لا يطيق، فهو يرى أنّ عليه أن يبصق في الإناء قبل أن يغادر.

الأمر، يا صديقي، ليس تفاؤلا.. المشاهد الميدانية كما نراه وبما يأتينا من خبراء قراءتها تقول إنّ المقاومة يتحسّن أداؤها فوق حُسنه الابتدائيّ وقد أظهرت في الحرب إبداعا شهد به أهل العلم والدراية، بينما يغرق جيش الأعداء في أوحال فشله رغم عدده وترسانة أسلحته في السماء والأرض والبحر.

أتعلم لماذا؟

لأنّ الهرم يشهد انقلابا.. ولأوّل مرةّ يبادر العربيُّ، ويجد الغربيّ نفسه في زاوية ردّ الفعل. الحرب قوّة وأسلحة إي نعم، ولكنّها إرادة وذكاء وخطّة عمل وأهداف كذلك، فالجيش متى عجز عن تحقيق أهدافه التي خرج لها فشل.

فشل العدوّ يعني انتصار المقاومة.

انتصرت المقاومة في ساحة الحرب، وانتصرت في الإعلام وانتصرت في الاستراتيجيا وانتصرت في الأخلاق. انتصرت عندما حافظت على عناصر الميدان الأربعة: القيادة والسيطرة والإعلام والإعلامية.. كما يقول الخبراء بها.

الحرب أوشكت على أن تنهيَ شهرها الثالث ولم تفقد المقاومة قدراتِها، وذلك مؤشّر كاف ليفرح أنصار المقاومة لأمّة، لم تتجرّع معها هزائم تجرّعتها مع جيوش نظاميّة كبرى تقدّسها الشعوب لتبادلها قمعًا بتقديس. ومن ذلك حُشر العرب في خندق الهزيمة.

ولمّا جاءت مقاومة محاصَرة معزولة من خارج الدول العربية المعطوبة بجيوشها هشّمت أساطير الكيان المقدّسة والمؤسسة وهزمت جيشا قال عنه حكّام العرب إنّه الجيش الذي لا يُقهَر وزحفوا أمامه صاغرين... هزمته المقاومة ومرّغت أنف أمريكا الأعظم في أوحال غزّة الكبرياء.

أوليس من حقّنا، نحن أنصارَ المقاومة، أن نتفاءل نصرا نجده؟

دعونا لتفاؤلنا وقرّوا في جحوركم مخافة أن يُعشيَ النور أبصاركم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات