ليس في البلاد مَن ينكّل بالشعب غيره

الشعب، لديه، مجرّد علكة يمضغها يستدرّ بها تعاطف الساذجين والبلهاء والساخطين على السياسيين.. ثمّ يبصقها كما بصق القسَم على القرآن، وبصق الدستور وبصق العهود والمواثيق.

من وجوه تنكيله بالشعب تجفيفُ منابع الإنتاج في البلاد.. لقد شنّ حربه ضدّ الجميع حتّى، بات السياسيون يخشون على أنفسهم وبات رجال المال والأعمال يخشون على أرزاقهم... وبات العمّال لا يرون معنى لجهودهم.

في غمرة انشغاله بتغيير النظام السياسي ومحاربة طواحين الريح الوهميّة ترك أبسط حقوق الناس.. ولم تعد العائلة قادرة على حدٍّ أدنى من غذائها…

كان الناس يشتكون غلاء الأسعار، أمّا في عهده فلم يعد من معنى حتّى للمال القليل الذي يملهكه الفقراء.. لن يجد الناس ما يسدّ رمقهم من موادّ أساسيّة.. وقد يوصلهم، إن استتبّ له الأمر، إلى بيع أغلى ما لديهم لأجل رغيف خبز لن يكون في متناول الجميع كما كان…

كان الناس يشتكون غلاء الأسعار، أمّا الآن فلم تعهد بهم حاجة إلى المال لأنّ الموادّ الأساسيّة اختفت من الأسواق في برّ تونس الخيرات.. واستوى الأغنياء مع الفقراء.. لم يعد من فرق بينهم أمام الفراغ.. وذاك معنى عدالته.

قد لا تجد، غدا، معنى للمطالبة بجرايتك.. سيقال لك: وما الذي تفعله بالمال ولا حاجة في السوق تشتريها به؟ تخلّ عنها أهونُ عليك وأكرمُ لك. صاحب المال صار يخشى على ماله وصاحب الإنتاج صار يخاف على إنتاجه.

توقّفت حركة الحياة في البلاد في ظلّ كابوس لو طال سيأكل الناسُ بعضَهم بعضًا ليستمتع هو بالنظر إليهم بين دخان سيجارته على ربوة قصره المَشيد بعرق المسحوقين.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات