زهير المغزاوي عرض "مبادرة".. ولا أحد التفت إلى مبادرته.. لماذا؟

Photo

لأنّه لم يكن يوما أهلا للثقة ولا يمكن أن يصدرَ عنه ما يوثق به.. بل هو وحزبه باتا جزءا من المشكل والمشكل لا ينقلب إلى حلّ.. يتظاهرون بالديمقراطية ولا ديمقراطية لهم… ولكم أن تسألوا عقلاءهم.. نعم إنّ بينهم عقلاء يعانون من متزعّميهم الأهوال.. ولكنّ عقلاءهم هؤلاء مغلوبون على أمرهم ولا أصوات لهم.. إذ أصوات تعلو فوق صوت "الزعيم" المرمَّز…

ولقد أبدع المدوّن ولد الماغوط إذ كتب: "إن دلّكم زهير المغزاوي عن طريق مكة فاتّخذوا لكم طريق يثرب"… هؤلاء عابثون لا يرعوون ولا أمل في خلاصهم من براثن القذّافي… عداوتهم لخصومهم صارت عائقا لهم.. فلا بصر لهم.. ولا بصيرة.. إدراكهم معطَّب وفهمهم مهشَّم ومصداقيتهم جريحة.. ونفعهم ممتنع..

تجد الواحد منهم.. تضاحكه ويضاحكك.. وتؤاكله ويؤاكلك.. وتنادمه وينادمك.. وتستقبل القبلة معه لأداء الصلاة.. تقرآن الفاتحة نفسها وتنطقان معًا " آمين".. ولكنه لا يملك أن يفارقك قبل أن يصبّ عليك ما في جوفه: أنت رجعيّ عميل ليبرالي متوحّش إقطاعي ماكر عميل للامبريالية وربيبتها الصهيونية.. يرى فيك بريطانيا العظمى وأمريكا المتغطرسة…

يصبّ اسطوانته عليك صبّا كأنّه يتخلّص من عبء ثقيل ليستريح… فلا تملك إلّا أن تضحك منه وأنت تسأل داوود على من يقرأ سِفرَه… وإذا كلّ ما دار بينكما من مضاحكة ومؤاكلة ومنادمة واستقبال قبلة وتأمين دعاء.. كلّ ذلك إنّما كان ترف قول وهذيان فراغ على هامش التاريخ والجغرافيا…

ليس لديّ مشكل مع القوميين العرب الذين يفكّرون ويجادلون.. بل أجدني في كثير ممّا كتبه الدكتور عصمت سيف الدولة رحمه الله.. ولا تناقض لي مع مثقّفي القومية العربية إّلا ما يكون من جدل الأفكار.. والأفكار كلّها قابلة للجدل.. وللردّ.. العقول المنتجة للأفكار ملك مشاع للعقلاء وليست غرفا موصدة دون الأجوار…

المشكلة هي، فقط، مع هؤلاء الذين " لا يجيئون شيئا" وقد تحوّلوا إلى طائفة لتدوير الجهل وتكرير الركاكة وترجيع العناد… القوميّون العرب في تونس يحتاجون إلى تجريح وتعديل كبيرين ليجد التطوّر إليهم طريقه وليفهموا معنى جدل الإنسان الذي جاءهم به المرحوم عصمت سيف الدولة فردّوه عليه مع آخر أسفاره " عن العروبة والإسلام".

وإذا سلكوا طريق التطوّر لن يجد أمثال زهير المغزاوي له مكانا بينهم.. في أحسن حالاته سيجلس على كرسيّ الابتدائي ليتعلّم ألف باء القوميّة العربية قبل أن يتعلّم قولا يُسمَعُ.

سيقولون: هذا خوانجي يكوه القوميين ويكره العروبة ويتظاهر بالإسلام يأخذ بيمناه من قطر وبيسراه من تركيا.. إلى هؤلاء… أعلم أنّ إقناعكم مستحيل بفعل مستحكم طمأنينتكم.. وعاجز فهمكم ومحدود أفقكم… اطمئنّوا.. فالطمأنينة أولى بكم… لا تثريب عليكم… يغفر الله لكم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات