تخمينات قد تكون هي الحقيقة....

المحاولة الانقلابية لم تجر في البرلمان ولا في الشارع السياسي والحزبي إنما جرت في القصر الرئاسي بقرطاج. …………. لست قريبا من الدوائر السياسية ولا الحزبية وليست لي معلومات دقيقة عن بعض التحركات التي تجري في الخفاء للأحداث المتغيرات الكبرى في البلاد فما أكتبه هو تحاليل وقراءات ومواقف لا تعبر الا عني.. بما تراكم لدي من معرفة مع المتابعات الدقيقة للأحداث في البلاد بكل أنواعها…

وأنا لا أرغب في الدفاع عن أحد.. وإن كنت لا أتواني عن فضح من يجب أن افضحه ولا أخشى احدا اذا توليت انتقاد البعض من المسيئين الى الوطن و قد اشتمهم حد الذبح ومع ذلك أقول بأن الخميس الأسود لم يجر في البرلمان.. ولا أعتقد إطلاقا في أن الشيخ مورو كان يعمل على تسلم رئاسة البلاد في عملية أشبه ما تكون بانقلاب على الشرعية باستغلال الساعات الأخيرة من حياة الباجي الذي كان في المستشفى العسكري. وآستغل مرض محمد الناصر الذي توعكت صحته فجأة في بيته بما يعني أن كل الظروف كانت تسمع بنجاح الانقلاب .

كما أني لا أعتقد أن الشاهد رئيس الحكومة كان مورطا هو الآخر. وكان يسعى لاستلام السلطة بإعلان وفاة الباجي… الانقلاب في رأيي كان يجري في القصر الرئاسي بقرطاج وأعتقد أن جماعة هناك اعدت العدة لتنصيب عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع رئيسا للجمهورية ليكون خاتما في إصبع الرجل الغامض الذي كان يتحرك دوما في مثل هذه الأزمات.. ويتمتع بدعم لا أعرفه بالتحديد وان كنت أفهمه… فقد كان موجودا في الانقلاب على بورقيبة.وتنصيب بن علي….. وكان موجودا في اللحظات الأخيرة قبيل الإطاحة ببن على وإجباره على الهروب.. وهو الذي تولى ترتيب عمليات إنهاء الثورة وتكيل خلية الثورة المضادة.. و الإسراع بتنصيب فؤاد المبزع رئيسا للبلاد.. وإحاطته برجال بن علي و الإبقاء على محمد الغنوشي رئيسا للحكومة…

ولم يفعل كل ذلك لحدث تجذير الثورة فيتحول الشارع هو الضاغط الحقيقي على المسارات و يحول الوضع الى ثورة حقيقية لا تبق شيئا من النظام القائم.. و أكاد أجزم أن نورالدين بن تيشة مستشار الباجي الذي *عفرت *في القصر وهو صنيعة الرجل / الجهة وهو الذي فرضه على الباجي في نطاق تفاهمات جرت بينهما في الإنتخابات الرئاسية التي كان فيها مصطفى كمال النابلي في السباق ثم انسحب فجأة لفائدة الباجي ولو بقى لكانت الغلبة للمنصف المرزوقي بسبب تشتت الأصوات…..

بن تيشة اذن كان الرابط بين كل العناصر التي خططت لافتكاك السلطة بشكل قد يكون قريبا من افتكاك السلطة من بن علي.. والفرق الوحيد هو أن بن علي ترك السلطة لهم هروبا من إنتفاضة دموية في كامل الجمهورية … أما الباجي فقد كان في حالة احتضار.. وكان لا بد من الاعداد لافتكاك السلطة قبل أن تنتقل الي الشيخ مورو دستوريا في غياب محمد الناصر الذي كان هو الآخر مريضا… بما يعني أن السلطة كانت ستؤول في النهاية الى راشد الغنوشي….. والرجل الغامض الذي تحرك في آخر لحظة لم يتوقع انسحاب محمد الناصر رئيس البرلمان من فراش المرض.. و الالتحاق بمنصبه للجلوس على كرسي رئاسة البرلمان… ووفاة الباجي في المستشفى بما جعل السلطة تنتقل بسلاسة شرعية اليه.. وسقطت محاولة تنصيب عبد الكريم الزبيدي..

ولذلك راهن جماعة القصر وعدد كبير من جماعات الباجي وما يسمى ببقايا بن علي. وعدد من التجمعيين وعدد من اليساريين الذين لا يعرفون مصالحهم أين هي. ويلعبون دوما دور تقديم الخدمات للغير .. راهنوا على عبد الكريم الزبيدي… وفعلوا المستحيل.. وكتبوا العرائض.. وحركوا الإعلام الموالي لهم… ولما فشلوا.. وطلع لهم من لم يتوقعوه على الإطلاق وهو قيس سعيد… فغيروا مساراتها.. وخافوا منه كثيرا لأنهم لا يعرفون شيئا عن محركاته.. ولا رؤيته الحقيقية…

ولذلك فإن الجماعات الخاسرة. تلك التي أرادت أن يكون عبد الكريم الزبيدي هو الرئيس… بدأت تعرف الحقيقة وهي أن النهضة قد تكون حليفها الاستراتيجي مستقبلا.. ولذا فإن الفخفاخ لما كان رئيسا للحكومة..وحاول أن يبعد النهضة عن الحكومة. ولم يحسب لها حسابا في تشكيل الحكومة سقط بسهولة.. وقال بعد اسبوع من سقوطه بأن راشد الغنوشي هو الذي أسقطه بدعم من الرجل الغامض الذي أصبح صديقا لراشد بعد أن تأكد انها الطرف القوي في اللعبة الانتخابية….

وعلى كل ما دامت الأحزاب اليسارية وشبه اليسارية والوسطية.. لم تتوحد.. ولم تتخل عن صراع الزعامات فيما بينها فلن يكون لها الحضور اطلاقا في الصراع السياسي في البلاد .. الذي سيبقى حاليا بين القصر الرئاسي والنهضة و حزامها المتركب من * إئتلاف الكرامة *الذي لا يختلف في تطرفه عن حزب عبير موسي و يشبه الأحزاب المتقاتلة دون أن تحدد بوضوح ماذا تريد بعدم التوحد تحت توجه واحد …. ومن نبيل القروي صاحب قلب تونس.. وهو من هو بملفاته السوداء…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات