للّه ما أعظم شعبا عمّر صغيرُه وكبيرُه، رجُله وامرأتُه صدرَه بقرآن السّماوات والأرض، فأضحى عنده الموتُ شرفًا لا يُقدّر بثمن، وتنافست أسَرُه في تقديم أفرادها قرابينَ على معبد وطنٍ خذلتْه جيوشٌ عربيّة شُرَطيّة تنعم بالنّياشين والأموال فتنتفخ في ضبّاطها البطونُ والمؤخّرات والأوداج والحسابات البنكيّة.

"خلّص، وقّع يا ابن الكلب" طفحت من صدر قائلها لتكشف مكنونه، قد يقصد بها الشّتيمة لكنّه في النّهاية تظهر ما يبطنه و هو يسقط على غيره ما يشعر به حقيقة، ففي الواقع كلّهم كذلك، كلّهم و من سبقوهم و من تبعوهم أبناء كلب، كلاب حراسة أوفياء في خدمة الوكيل و العدوّ الخارجي.

الجامعة العربيّة، وبمشاركة كلِّ الدول العربيّة التي وافقت على البيان الختامي الأخير، شريكة في الحرب الإسرائيليّة على الشعبين الفلسطيني واللّبناني.

المرة الاولى التي التقيت فيها المرحوم فاروق القدومي (ابو اللطف) كانت في احدى ليالي شتاء 1968 في إربد رفقة مجموعة من الشباب الفلسطيني…

الفلسطينيون سيتذكرونه على طريقتهم، والسوريون سيتذكرونه من نافذة المافيا الرسمية في بلادهم: رحيل المناضل الفلسطيني العتيق «فاروق القدومي»

رحم الله عرفات ورفاقه الذين قضوْا من أجل التّحرير، ولْتَزهُ "زهوة"، ولْتسْهُ سُهى، فللقضيّة شعبٌّ صوّام قوّام يحميها، ومقاومون أتقياء أنقياء أعدّوا ما استطاعوا فلقّنوا عدوّهم دروسا غير مسبوقة في المواجهة المسلّحة يَحْدوهم إيمانٌ بالله سبحانه في أعلى ذُراه.

عندما حان وقت التّوقيع تلكّأ عرفات والوفد المرافق له، فقد تفطّنوا في آخر لحظة إلى أنّ الخرائط المرفقة مع نصّ الاتّفاق تشوبها كثير من الألاعيب والتّزوير من قِبل وفد العدوّ. ظهر الترّدّد والارتباك على الرّئيس الفلسطينيّ، واحتار الصّحافيّون، ونظر رابين إلى المستضيف صاحب عيد الميلاد يطلب حلّا. نهض "الرّ