أيها القارئ لا ترهق نفسك بالبحث عن رابط منطقي بين كل هذه التقاطعات الغريبة، فما زال الغرب الاستعماري هو من يحدد من يحكم بلاد العرب، وما زال يجد من بين أهل البلاد من يرحب فيعرض خدماته فيفوز بلقب التقدمي ليكمل المهمة ضد الرجعية.

تسارعت الأحداث بطريقة دراماتيكيّة منذ سيطرة حكومة الوفاق اللّيبيّة على قاعدة الوطية، التي تبعد 27 كلم عن الحدود التّونسيّة... أن يحصل ذلك بدعم أو بإسناد تركي، مباشر أو غير مباشر، فلن يُغيّر ذلك من المشهد شيئا…

وكمدخل لعمليّة جديدة في تونس، شرعت الإمارات في دكّ التجربة.. استهدفت أوّلا مجلسها التشريعي وجعلت من رئيس المجلس ورئيس الحزب الأوّل في البلاد ورئيس الحزب الذي رافق التجربة طوال 10 سنوات، جعلت منه المدخل لعمليّة تبدو واسعة ومتشعّبة، فقد نصبت منجنيقها بكثافة على الغنوشي، استهدفته من الخارج ومن الداخل.

لان تلويحات محسن مرزوق الحالية وتصريحاته التي سبقتها، هي دعوة الى الدخول في حرب مع الجار الشرقي لحساب ميليشيا يؤازرها الانقلاب في مصر وتمولها الثورة المضادة في المنطقة.

بعض التونسيين في دعم حفتر تتجاهل أنه يكرهنا لوجه الله وشتمنا في خطابين شهيرين بأننا فقراء جواعة ولصوص، وأنه اعترف أنه أرسل إلينا حثالة شعبنا من الإرهابيين شماتة فينا: "تونس تصدر الإرهاب وبأعداد كبيرة، ومغلبهم انتحاريون، مسكنا العديد منهم، نوصلوهم للحدود وانقولولهم روحوا" (فرانس 24)،

تحرُّك خليفة حفتر شرقا والمناورات العسكرية المغربية "الضخمة" غربا في وقت واحد وفي هذا التوقيت بالذات هو تهديد صريح للجيش الجزائري..

حوّل اليسار التونسي الثقافة التونسية إلى ضيعة خاصة مغلقة لا يمكن الدخول إليها إلا ببطاقة الانتماء الأيديولوجي وبشرط إثبات لا غبار عليه أن تكون ساهمت في معركة اليسار ضد الإخوانجية، كأن تنتج مسرحا يلعنهم أو سينما تفضحهم أو رواية تمجد قتلهم، أما غير ذلك فأنت (إخوانجي) مقصي من كل المنابر…